أفاد المجاهد '' صالح اوسلامة '' خلال مداخلته ضمن المحاضرة التاريخية التي أشرف على تنظيمها مدير متحف المجاهد بثانوية عبد المومن بالرويبة بمناسبة ذكرى أحداث 11 ديسمبر، أن تلك الأحداث شكلت ضربة قوية لسياسة ديغول ونقطة انتقال بالثورة التحريرية من مرحلة النضال السري إلى مرحلة الكفاح العلني. كما أشار المجاهد إلى أن أحداث 11 ديسمبر حملت في طياتها أبعادا سياسية وتنظيمية وتوعوية على المستويين الداخلي والخارجي، حيث أصبح الشعب الجزائري أكثر وعيا بمعنى الحرية وأكثر إصرارا على حقه في تقرير مصيره واستقلاله. أما على المستوى الخارجي فقد أوضح ذات المتحدث أن هذا اليوم مثل بداية خروج صوت الشعب الجزائري إلى العالم وتأكيده بأن الجزائر جزائرية وليست فرنسية، وأن الشعب هو قائد الثورة التي وصلت إلى مرحلة اللارجعة. من جهته أكد الدكتور المجاهد '' عبد الحميد اسكندر'' على أهمية الاحتفاء بمثل هذه الأحداث التاريخية وضرورة تكاتف جهود المجاهدين والمناضلين والمؤرخين في نقل شهاداتهم حول الثورة التحريرية حسبما عايشوه من تجارب ومن خلاصة التقييم الحقيقي والموضوعي لكل الأحداث، موضحا أن رجال الثورة لم يتوصلوا بعد إلى إيصال حقيقة الثورة للشباب الجزائري الذي اعتبره في حاجة إلى التشبع بوطنية أسلافه من أجل الذود عن رموزه وهويته الجزائرية. وبالمناسبة قدم عدد من المجاهدين شهاداتهم الحية حول الذكرى حيث رجع المجاهد '' محمد لعروسي بالحضور'' إلى أهم الأحداث التي ميزت الأيام الثلاثة التي عقبت تاريخ 11 ديسمبر والتي وقع خلالها عشرات الشهداء من أطفال وشيوخ ونساء عبر مختلف شوارع العاصمة بداية من حي باب الوادي الذي شكل أيامها نقطة انطلاق للمسيرة السلمية التي نظمها الشعب الجزائري، ليحولها المستعمر الغاشم إلى مجازر أتت على مئات من القتلى والجرحى الجزائريين. وللإشارة، فإنه بقدر الحماسة التي كانت ظاهرة على أوجه هؤلاء المجاهدين وهم يرجعون بذاكرتهم إلى واحد من أهم الأحداث الثورية الجزائرية، بقدر ما كان تجاوب وحماسة طلبة الثانوية ''عبد المومن'' الذين استقبلوا مجاهديهم بكثير من الهتافات والشعارات الوطنية التي تنم عن افتخار الشباب بأسلافهم مما بعث في القاعة جوا من الألفة والحميمة بين الجيلين.