يتخوف فلاحو ولاية بومرداس خاصة منهم منتجي الكروم من استمرار موجة الرطوبة وانخفاض في درجة الحرارة خاصة شرق الولاية التي تتميز بإنتاج وفير في هذه الفاكهة ، ما يهدد محاصيل الكروم التي تحتاج إلى حرارة مرتفعة للنضج، إضافة إلى انتشار عدة أمراض بمحصول العنب في ظل التقلبات الجوية خلال ال 15 أيام الماضية بالمنطقة. ل.حمزة وأكد العديد من فلاحي المنطقة ومزارعي الكروم ، في حديثهم ل أخبار اليوم أن محصولهم يتعرض لعديد من الأمراض التي تتسبب فيها انخفاض درجة الحرارة ، والرطوبة خاصة بالجهة الشرقية للولاية على غرار بلدية سيدي داود ، وبغلية، برج منايل التي تحتل المراتب الأولى وطنيا في إنتاج العنب ، مؤكدين في السياق أنهم يحاولون قدر المستطاع إنقاذ القدر الكافي من المحصول و بذل كل المجهودات ، بتوفير الأدوية المناسبة والتفقد المنتظم، فيما يأمل هؤلاء من عودة المناخ إلى طبيعته لتفادي خسائر كبيرة في محاصيلهم التي أرهقت جيوبهم وأكتافهم طيلة الموسم الفلاحي، على حد تعبيرهم ، ويأتي هذا في الوقت الذي توقعت فيه مصالح الفلاحية بالولاية تحقيق إنتاج قياسي في فاكهة العنب ب بلوغ 2.5 مليون طن هذه السنة ، إلى أن الأيام الأخيرة التي شهدت تغير في المناخ طيلة ال 15 يوما الأخيرة قلل من تحقيق هذه النسبة على حد تعبر الفلاحين إذا استمر الوضع على حاله ، وفاكهة العنب تنضج في درجة حرارة مرتفعة نوعا ما ، وأنها لا تتأقلم مع الرطوبة التي تؤدي بها إلى أمراض تعصف بها. من جهة أخرى أكد محدثونا ، أن غلاء الأدوية والأسمدة وندرتها طيلة الموسم سيتسبب في ضعف الإنتاج الفلاحي بنسبة 40 بالمائة، وقد لجأ الفلاحون بمختلف جهات الولاية إلى فضلات الأبقار والأغنام كأسمدة،فيما يضطر آخرون إلى الاقتراض ، ما يجعلهم عرضة إلى الإفلاس في حالة ضعف الإنتاج أو فساده في بعض الأحيان زد على ذلك لا تمنح الأسمدة للفلاحين إلا بترخيص، كما يتم بيعها من طرف بائعين معتمدين وأن يملك الفلاح بطاقة ويحوز على قطعة أرض بالوثائق، والكثير منهم لا يملك هذه البطاقة ويمارسون الفلاحة بطريقة فوضوية، غير أنهم يساهمون كثيرا في تزويد السوق المحلية بالمنتوجات الفلاحية. حيث عبر هؤلاء عبّروا عن استيائهم وتضررهم جراء الارتفاع الفاحش في أسعار الأسمدة ، فيما أرجع أغلبهم الأمر إلى قرار الوزارة الخاص بطرق شراء واستغلال المواد الكيماوية، وطالبوا وزير الفلاحة بالتدخل لإيجاد طرق سهلة ومرنة للتزود من هذه الأسمدة، وهذا لتفادي كارثة ضعف المنتوج وغلائه وتوقف عدد من المزارعين عن النشاط. وفي سياق آخر، ورغم أن المنطقة أصبحت تحتل المرتبة الأولى في إنتاج بعض أنواع العنب، إلا أن بعض الفلاحين كشفوا ل أخبار اليوم عن الأخطار الصحية التي تسببها هذه المنتوجات بسبب الاستعمال غير العقلاني للأسمدة والأدوية الفلاحية، حيث يعمد الكثير من الفلاحين إلى مضاعفة كمية المبيدات والأسمدة التي تسرع عملية الإنتاج، خاصة في المواسم والأوقات التي تكون فيها المنتوجات الفلاحية تعرف ارتفاعا في أسعارها بالأسواق وهذا لضمان أكبر الأرباح على حساب صحة المواطن الذي يتناول هذه الفاكهة. وفي ذات السياق أكد "س. ش" مهندس فلاحي ينشط بالمنطقة أنه يقوم بمرافقة الفلاحين وتوعيتهم وتحسيسهم بالأخطار الكبيرة التي تشكّلها الأسمدة الكيمياوية والمبيدات الفلاحية في حالة الاستعمال المضاعف، حيث أكد ذات المتحدث، أن معظم الفلاحين الناشطين بالمنطقة محدودي المستوى ولم يخضعوا للتكوين في المجال، غير أن الاتحاد المحلي للفلاحين بالتنسيق مع المديرية الوصية يقوم في كل مرة بحملات تحسيسية من أجل الاستعمال العقلاني والقانوني والعلمي الصحيح للمبيدات والمواد الكيمياوية حفاظا على صحة المستهلك. في الأخير أكد لنا بعض الفلاحين أن المشكل الذي يواجههم حاليا هو عدم تمكنهم من الحصول على التعويضات بسبب عدم قدرتهم على تأمين متوجاتهم بسبب عدم امتلاكهم لبطاقة الفلاح، وطالب المعنيون مديرية الفلاحة بإيجاد حل للقضية وتخليصهم من المعاناة التي يتخبّطون فيها، خاصة وأن الوضعية الحالية أدّت إلى عزوف الكثير عن ممارسة الفلاحة والاستغناء عنها.