تحتل بلدية بغلية الواقعة بالجهة الشرقية لولاية بومرداس على بعد 50 كلم الصدارة في انتاج الحمضيات وتسويقها في الأسواق المحلية والوطنية، كونها تتوفر على مساحات زراعية خصبة شاسعة وتوفر العوامل المناخية المساعدة على مثل هذه النشاطات الفلاحية التي تعتبر مصدر رزق الكثير من الفلاحين، وبالرغم من المؤهلات المذكورة، الا ان اغلب الفلاحين يشتكون من العراقيل والصعوبات التي يواجهونها في سقي وري مزروعاتهم اضافة الى العديد من المشاكل التي تحيط بهم كنقص الأسمدة والمبيدات التي تستعمل لمكافحة بعض الأمراض والاوبئة التي تحدث أضرارا بمنتوجاتهم الفلاحية. وفي ذات السياق طالب العديد من الفلاحين والمنتجين بضرورة تدخل الجهات الوصية بما فيهم مسؤولي القطاع الفلاحي من اجل منحهم التراخيص اللازمة لاستعمال مياه واد سيباو في السقي كحل مناسب لمشكل نقص مياه الري والسقي لاسيما وان مثل هذه النشاطات تتطلب وفرة المياه من اجل التحسين والرفع من مردودية الانتاج، حيث يجد هؤلاء صعوبات في السقي، خاصة في فصل الصيف اين تجف معظم الينابيع والآبار وهو ما يجبرهم على اقتناء صهاريج المياه للسقي بأثمان باهظة، كما طرح كذلك هؤلاء مشكل النقص الفادح في الأسمدة المستعملة في عملية الزرع والاعتناء بالأشجار المثمرة، إلى جانب ذلك فقد اشار المنتجون الى انه في السنوات الأخيرة انتشرت العديد من الأوبئة والأمراض كمرض نار البكتيريا التي اتت على مساحات هامة من المحاصيل الزراعية كالكروم والحمضيات بمختلف انواعها وهو ما يتطلب حصولهم على تعويضات من طرف المصالح المعنية لضمان استمرارية الانتاج. من جهة اخرى، اوضح مسؤول بمصلحة الانتاج الفلاحي بمديرية المصالح الفلاحية ان الجهة الشرقية للولاية تشتهر بالنشاط الفلاحي خصوصا ان غالبية السكان يمارسون الزراعة لكسب قوتهم اليومي إلى جانب توفر المناخ الملائم وقربها من موارد السقي، الأمر الذي أهلها جغرافيا لأن تكون من أغنى المناطق في زراعة الأشجار المثمرة والكروم، كما اضاف نفس المتحدث الى انه في السنوات الأخيرة انتعشت ببلدية بغلية زراعة وانتاج فاكهة التفاح من نوع الهناء، وكذا العنب من نوع الدابوكي، حيث يعمل الفلاحون والمنتجون على تسويق منتوجاتهم الفلاحية إلى مختلف الأسواق، كما ان هذا النوع من التفاح المذكور يباع بأسعار معقولة تتراوح ما بين 20 الى 50 دج ويلاحظ اقبال كبير للمشترين عليه عوضا من شراء التفاح المستورد بأثمان مرتفعة تفوق 200 دج للكيلوغرام الواحد. اما بخصوص المساحة المغروسة بمختلف الأشجار المثمرة فقد تجاوزت 240 هكتار منها 160 هكتار مخصص لأشجار التفاح ممن نوع الهناء، ويقدر معدل انتاجه بحوالي 16 الف قنطار سنويا، حيث عرف هذا النوع من الثمار في السنوات الأخيرة وفرة في الانتاج ويتم تسويقه وبيعه في الأسواق الوطنية بأسعار متفاوتة، حتى وإن كانت زهيدة، لأن هذا النوع لا يقبل التخزين خوفا من تلفه وهو المشكل الذي يتسبب في خسائر كبيرة لبعض المنتجين مما اجبر الكثير منهم الى قلع مساحات كبيرة من اشجار التفاح هذه واستبدالها بنوع آخر منه كتفاح غالكسي وروايال وغالون باعتبار ان هذه الأنواع من التفاح يمكن تخزينها في غرف التبريد، وقد وصلت حاليا المساحة المزروعة من انواع التفاح المذكورة الى اكثر من 20 بالمئة من المساحة الإجمالية المخصصة لزراعة الكروم والأشجار المثمرةب صفة عامة والتي استفادت من دعم الدولة. اما محصول العنب، فقد اشار احد المختصين بمديرية المصالح الفلاحية انه في ظرف سنوات قليلة تم غرس أزيد من 1129 هكتار من الكروم من مختلف انواعها، خاصة من نوع «الدابوكي» والذي وصل انتاجه الى اكثر من 450 الف قنطار، كما ان نصف مساحة بلدية بغلية والمقدرة ب6055 هكتار عبارة عن أراضي فلاحية خصبة منها 1000 هكتار مسقية و2044 هكتار غير مسقية، في حين يبقى هاجس الفلاحين في كيفية جلب المياه واستعمالها في ري وسقي محاصيلهم التي تتطلب إشباعها بكميات كبيرة من المياه لضمان وفرة وجودة المنتوجات وهو ما أدى بهم الى رفع انشغالاتهم الى الجهات الوصية من اجل منحهم التسهيلات ورخص استغلال مياه واد سيباو في السقي باعتباره الحل الأنسب لمحاربة الجفاف الذي تشهده المساحات الفلاحية خاصة في فصل الصيف.