أكد السفير الأمريكي لدى إسرائيل أن التراجع عن قصف سوريا، لا يعني استبعاد الخيار العسكري في التعامل مع طهران، موضحاً أن الملف النووي الإيراني أهم بكثير في ميزان المصالح الأمريكية من السلاح الكيميائي السوري، وألمح إلى أن واشنطن سترد بحسم إذا تعرضت لعملية خداع سورية - روسية. قال سفير واشنطن لدى إسرائيل دان شابيرو ان الملف الإيراني يشغل بال الإسرائيليين أكثر من أي ملف آخر، فقال: (لا يعني التراجع عن عملية عسكرية في سوريا، أن واشنطن استبعدت الخيار العسكري في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني)، وأوضح في حوار مع صحيفة معاريف الإسرائيلية أن الوضع الراهن وما ينطوي عليه من آليات لنزع السلاح الكيميائي من سوريا، بات أفضل بكثير من أيّ وقت مضى، وأضاف: (قبل أيام فقط كانت حكومة دمشق ترفض مجرد الاعتراف بامتلاكها لأسلحة كيميائية، لكن السوريين يعترفون الآن، كما أنهم أعربوا عن استعدادهم للتخلي عن تلك الأسلحة بعد تدويل القضية، بالإضافة إلى أن روسيا التي تعتبر الوصي على حكومة دمشق وسط الأسرة الدولية، وافقت هي الأخرى على التباحث مع الولاياتالمتحدة حول السلاح الكيميائي السوري وتدميره). وحسب السفير الأمريكي لدى إسرائيل يعود هدف باراك أوباما إلى ما أعلن عنه في خطابه في أوت، وهو الحيلولة دون تمكين بشار الأسد من تكرار استخدام السلاح الكيميائي ضد أبناء شعبه عبر ضربة جديدة، ولعل هذا الهدف هو ما تم التوصل بمجرد التلويح بعمل عسكري ضد سوريا، بالإضافة إلى الجهود الدبلوماسية المبذولة في هذا الصدد. وفي ردّه على إمكانية وقوع الولايات المتّحدة في عملية خداع من قبل سوريا وروسيا حول تلك الإشكالية، أوضح دان شابيرو أن الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته أعلنا ضرورة التزام بخروج الاتفاق حول إشكالية الكيميائي السوري إلى حيز التنفيذ، وأنه إذا لم يتم تطبيقه أو المراوغة فيه، فسيتم تنفيذ البند رقم 7 من ميثاق مجلس الأمن الدولي، فضلاً عن إعلان أوباما وكيري أن الخيار العسكري في التعامل مع النظام السوري لا يزال مطروحاً على الطاولة، إذا لم تف سوريا بالتزاماتها. وأوضح الدبلوماسي الأمريكي أن ملف البرنامج النووي الإيراني أهم بكثير في ميزان المصالح الأمريكية من السلاح الكيميائي السوري، فالأخير يشكل خطراً على حلفاء الولايات المتّحدة في منطقة الشرق الأوسط، كما أنه يؤثّر سلبا على توازن وهدوء المنطقة عينها، أما امتلاك إيران للأسلحة النووية فيشكل خطراً أكثر من ذلك بكثير، ومن الممكن أن تتغير طريقة الولاياتالمتحدة في تعاملها مع الملف الإيراني، مقارنة بالطريقة التي استخدمتها مع السلاح الكيميائي السوري.