ضمن برنامج المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي، برمجت ورشات للتكوين الفني موجهة لفئة الفنانين والمهتمين بالمسرح، تأليفاً أو أداءً أو تشكيلاً على الركح، فعلى مرّ ثلاثة أيام نشطت قاعات دار الثقافة حسن الحسني بدورة تكوينية نظرية وتطبيقية تحت إشراف العديد من الأساتذة في وحدات: الكتابة الدرامية، السينوغرافيا، والكوريغرافيا، تحت تأطير مختصين، وفيما يخص أسس الكتابة المسرحية أشرف الأستاذ محمد بورحلة الحاصل على جائزة أحسن نص مسرحي أصلي في المهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعة 2012، فعن أهم ما جاء في الورشة مناقشة كتاب المسرح العالمي، أين تحدث عن أوجه التشابه والاختلاف بين الرواية والكتابة الدرامية وشرحها للمتربصين دون المساس بخصوصية كل منهما، وتناول كافة طرق الكتابة الدرامية الناجحة جاعلاً من (الموهبة أساسا، والمخزون المعرفي مرجعا، والرغبة إلحاحا وطموحا جارفا)، وعن رأي المتربصين عن مدى نجاح الورشة والاستفادة منها أكدوا أن الأستاذ (يعد مصدرا، وموهبة... وأنّه يقف على عتبات ما كنا نجهل في عالم الكتابة الدرامية لكون الرجل متمكنا من أدوات تجعل الطريق سهلا لمن يريد تحقي حلم الكثيرين لكي يصبحوا كتابا في النص المسرحي). وفيما يخص ورشة السينوغرافيا من تأطير الأستاذ مراد بوشهير استهلها بتعريف المشاركين العشر المعنى العام لكلمة سينوغرافيا كمصطلح ومفهوم ومجالاتها، وعلى لسان المؤطر جاءت أهداف الورشة نحو (تقريب هذا المفهوم السينوغرافيا للمتربصين وإظهار أهميته في بناء العرض المسرحي الحديث، بالإضافة إلى إعطاء تقنيات للمتربصين في تعاملهم مع النصوص المسرحية قصد بناء الفضاء المسرحي)، كما انتهج المؤطر أسلوب تكليف المتربصين بإنجاز مجسمات لعروض مسرحية من خلال نصوص وزعها عليهم، حتى يوافوه بها بعد نهاية الأشغال، وعلى هامش إقامة الورشة كان لفكاهة أراء مع أحد المشاركين والذي صرخ (أن الرسالة وصلت بشكل جيد مع المؤطر الذي زودنا بمعلومات كانت غائبة عنا تماما وهي حديثة في مجال السينوغرافيا، حيث نمت الدائرة الفكرية لكل المشاركين وخاصة من خلال النصائح التي قدّمت لنا حول سلامة الفنان فوق خشبة المسرح وسلامة الناظر للعرض من الجمهور المتلقي وغيرها من النصائح القيمة التي تفضل بها الأستاذ على المشاركين في وقت ليس بالبعيد كنا نجهل معنى السينو غرافيا). وفيما يخص الورشة الموجهة إلى فئة المهتمين بالتمثيل على وجه الخصوص في مجال الكوريغرافيا تحت إدارة الفنانة تونس آيت وعلي، تناولت في محتواها (علاقة الجسم بالعرض فوق الخشبة)، وقد استقطبت الورشة عشرين من المشاركين جلهم من أعضاء الفرقة المشاركة في المهرجان والمتنافسة على العنقود الذهبي، فما إن أدركوا (أنَّ محافظة المهرجان برمجت فضاء للتكوين الفني في شكل دورة تدريبية على الكوريغرافيا مفهوما والأدوات التي تستعين بها في إنجاح العمل لم يتخلف أحد في من المشاركين في التقدم إليها) مصرحا أحد المشاركين. وحول الأهداف المسطرة أوضحت (أن النتائج كانت جيدة ففي ظرف وقت وجيز كان التحسن في الأداء كبيرا، وباتوا يدخلون في عالم المعرفة الحقيقي من خلال تحركهم على خشبة المسرح بدون أخطاء بعد أن كانوا لا يجدون التنسيق بين الإلقاء وتقمص الشخصية وتحرك الجسم التلقائي مع العرض)، كما استطاعت المؤطرة تونس خلال التدريبات أن تؤمن للمتربصين جملة من الوحدات التطبيقية والنظرية تضاف إليهم لإثراء ملكاتهم الإبداعية على الركح، أو على النص الدرامي، إذ تجاوبوا معها من خلال شرحها لكيفية استعمال الجسم وفق الأحاسيس الموضوعية، وكيفية التأثر بالموسيقى الخارجية التي تترتب عن العمل المسرحي المقدم، كما أعطت المجال للمشاركين التعبير واكتشاف ذواتهم من تلقاء نفسهم حتى يكتسبوا مهارات عالية في الميدان.