الت الأمم المتّحدة إن فريق خبراء الأسلحة الكيميائية الدولي حقّق (تقدّما أوليا مشجّعا) في إطار عمله من أجل التخلّص من ترسانة الأسلحة الكيميائية في سوريا، وأضافت في بيان: (يقول أعضاء الفريق إن الوثائق التي سلّمتها الحكومة السورية أمس تبدو واعدة، لكن سيكون من الضروري إجراء مزيد من التحليل، لا سيّما للرسوم البيانية الفنية، ولا تزال بعض الأسئلة الأخرى بحاجة إلى إجابة). يتشكّل الفريق الدولي الذي باشر مهامه هناك بتأمين مواقع لتخزين الأسلحة تمهيدا لتدميرها في إطار مسار قد يتواصل حتى منتصف العام المقبل، من خبراء من منظّمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي ويساعدهم أفراد من الأمم المتّحدة. وقال بيان عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتّحدة إن فريق المفتشين الذي وصل إلى دمشق مساء الأربعاء الماضي برّا من لبنان، بدأ بالتعاون مع السلطات السورية في تأمين حماية المواقع التي ستعمل فيها. وأضاف البيان أن البعثة المشتركة للمنظمتين أنهت الخميس أول يوم عمل لها، في عملية هدفها تمكين سوريا من التخلّص من برنامجها للأسلحة الكيميائية بحلول منتصف العام القادم. ويتوقّع أن يشارك ما لا يقل عن مائة مفتش وخبير في عملية تفكيك ترسانة سوريا بموجب القرار الذي صوت عليه مجلس الأمن الدولي بالإجماع مؤخّرا. وتحدّثت تقارير استخبارية غربية عن 45 موقعا كيميائيا في سوريا، وعن امتلاك دمشق ألف طن من المواد التي تصنع منها الأسلحة الكيميائية ومنها غاز السارين. وفي البيان المشترك، أشارت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتّحدة إلى أن تفكيك هذه الأسلحة سيبدأ قريبا. وكان تسعة من مجموع 19 مفتشا غادروا صباح الخميس من الفندق الذي يقيمون فيه بوسط دمشق، وتوجهوا إلى جهة مجهولة ضمن مهمتهم للتحقق من الترسانة الكيميائية السورية تمهيدا لتدميرها. وبدأ المفتشون مهمتهم في ظل معارك تدور عند أطراف دمشق وكذلك في ريفها، حيث يتوقع وجود قسم من المخزون الكيميائي في مناطق تخضع لسيطرة القوات النظامية. وتوقّع مسؤول في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الانتهاء بنهاية الشهر الجاري أو بداية الشهر القادم من تعطيل مرافق إنتاج الأسلحة الكيميائية السورية باستخدام وسائل مختلفة منها المتفجّرات. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال أول أمس إن القوى الكبرى في الطريق الصحيح في ما يتعلق بتجريد سوريا من سلاحها الكيميائي. بيْد أن ذلك لم يمنع رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة من التلويح بضرب سوريا إذا لم تلتزم بقرار مجلس الأمن الأخير.