وصل أمس، فريق من خبراء نزع الأسلحة التابعين لمنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيمياوية إلى دمشق للشروع في تفكيك الأسلحة الكيمياوية السورية. وتدخل مهمتهم في إطار اتفاق كان قد أبرم بين الولاياتالمتحدةوروسيا، وصدق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقالت سوريا إنها ستنفذ بنود الاتفاق. ويواجه الخبراء مهمة مرهقة ومعقدة، حيث إنهم مطالبون، لأول مرة، بتدمير أسلحة كيمياوية في منطقة حرب. وقال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إن سبعة من أصل 19 موقعا بها أسلحة كيمياوية، موجودة في مناطق قتال. ويقول مراسل "بي بي سي"، جيم موير، في بيروت، إنه من الصعب على الخبراء الوصول إلى تلك المناطق، وإن العملية تتطلب تطبيق هدنة فيها. وكان فريق من مفتشي الأممالمتحدة قد غادر سوريا أول أمس الإثنين، بعد إنهاء مهمته الثانية عقب التحقيق في استخدام غاز السارين، في ريف دمشق، الذي أصدر بعده تقريرا مبدئيا، يؤكد استخدام هذا الغاز على نطاق واسع، في هجوم 21 أوت. وسيصدر فريق المفتشين، الذي يقوده السويدي، آكي سلستروم، تقريره الشامل بنهاية شهر أكتوبر. وتتهم الدول الغربية حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، باستخدام الأسلحة الكيمياوية في حربها على المعارضة المسلحة، بينما تقول الحكومة السورية، إن "الجماعات المسلحة" هي التي نفذت الهجوم بغاز السارين. ويعتقد أن سوريا تملك نحو 1000 طن من غاز السارين وغاز الخردل، وأسلحة كيمياوية محظورة أخرى، تخزنها في مواقع مختلفة. وقد كشفت عن هذه الترسانة لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، تنفيذا لبنود الاتفاق بين روسيا وأمريكا. وقد أقام خبراء الأسلحة الكيماوية القادمين من لاهاي، ليلة في بيروت قبل الدخول إلى سوريا، وسيبحثون مسائل التموين والتجهيز مع وزارة الخارجية في دمشق، قبل تفقد المواقع وتقييم الوضع فيها. وسيدمر الخبراء أجهزة تحضير الأسلحة الكيماوية والذخيرة الموجودة في المخازن. وينص الاتفاق المبرم بين روسياوالولاياتالمتحدة على أن تدمر الأسلحة بحلول شهر نوفمبر. وستنقل بعض الأسلحة إلى الخارج، بينما يدمر البعض الآخر في سوريا. ويتوقع الانتهاء من العملية برمتها بحلول منتصف العام المقبل. ووعد الرئيس السوري بتنفيذ بنود اتفاق نزع الأسلحة الكيمياوية قائلا: "التاريخ يشهد أننا احترمنا كل عهودنا". وقد شرعت روسيا وأمريكا في تدمير أسلحتهما الكيمياوية، لكن المهمة أخذت وقتا أطول مما كان متوقعا.