دعا المشاركون في ورشة مشروع المحافظة على التنوع البيولوجي التي تواصلت أشغالها أمس السبت بتمنراست، إلى ضرورة إشراك السكان المحليين في تسيير الحظائر الثقافية للمساهمة في حماية منظومة التنوع البيولوجي. وأبرز المتدخلون في هذه الورشة التي تنظم في إطار إطلاق المرحلة الثانية من مشروع المحافظة على التنوع البيولوجي ذي الأهمية العالمية والإستعمال المستدام لخدمات الأنظمة الإيكولوجية في الحظائر الثقافية في الجزائر من خبراء في التنوع البيولوجي ومستشارين (أهمية عامل إشراك السكان المحليين واعتبارهم أحد الأطراف المتدخلة التي يتوجب إدماجها في آليات حماية التنوع البيولوجي، باعتبارهم يعيشون في وسط الحظائر الثقافية وهم ملمون أكثر من غيرهم بأسرار التراث الثقافي والطبيعي بكل مكوناته). وأشار المدير الوطني للمشروع السيد حسين أمبيز إلى أن تقدم المشروع مرهون بإشراك السكان المحليين وإدراجهم ضمن مختلف مراحل تقدمه مؤكدا في ذات السياق أن (المسألة الجوهرية التي يتعين مراعاتها تتمثل في اهتمام المشروع بالمعطيات الإقتصادية والإجتماعية للسكان المحليين بالحظائر الثقافية). وبدوره، شدّد مدير الحماية القانونية للممتلكات الثقافية وتثمين التراث الثقافي بوزارة الثقافة ورئيس لجنة تسيير المشروع السيد مراد بتروني في تقديمه للمشروع على أهمية التعامل مع السكان المحليين القاطنين بوسط الحظائر الثقافية وبحث سبل إقحامهم في هذه الجهود باعتبارهم شريكا فعليا بما يسمح بضمان تحقيق الأهداف المرجوة. وذكر نفس المتحدث أن هذا المشروع الذي يعدّ واحدا من بين أكبر اهتمامات وزارة الثقافة (يعتمد خطة عمل تهدف إلى تحقيق مقاربة مبنية على أساس تطوير أنماط جديدة للتسيير المحلي للحظائر الثقافية). ويسمح المشروع بتشخيص أسباب عدم استقرار الأنظمة الإيكولوجية ويقترح أفكارا جديدة أكثر فعالية في تسيير التنوع البيولوجي ومحاربة التهديدات والأخطار التي قد تسبب في فقدان هذا التنوع. وقد عرفت المرحلة الأولى التي امتدت لفترة ثلاث سنوات (منذ سبتمبر 2005) من المشروع، تقييما إيجابيا من قبل خبراء ومختصين والتي خصصت لتعزيز ميكانيزمات ووسائل تسيير التنوع البيولوجي من حيث المنظومة القانونية والمؤسساتية بكل من حظيرتي الطاسيلي والأهقار، كما أضاف السيد بتروني. وتأتي عملية إطلاق المرحلة الثانية من المشروع في إطار التطبيق العملي له وسيتم تعميم الإستفادة منه إلى باقي الحظائر الثقافية في كل من الأطلس الصحراوي وتندوف وحظيرة تدكلت -فورارة- توات، حيث تبلغ المساحة الإجمالية لهذه الفضاءات الثقافية 430 937 كلم مربع. ومن جهته، أوضح المستشار التقني الجهوي لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية السيد إيفيس دو سوي، أن 500 مشروع يجري تجسيدها حاليا عبر 146 دولة بقيمة مالية تفوق 500 مليون أورو، منها ما يجسد في الجزائر والتي من أهمها مشروع حماية التنوع البيولوجي في الحظائر الثقافية الذي خصص له مبلغ يقدر ب4ر5 مليون أورو. وتركز النقاش الذي أعقب هذه المداخلات حول أهمية فتح المجال أمام الجامعات للمساهمة العلمية في تطوير أساليب الحفاظ على التنوع البيولوجي وإبراز ضرورة المحافظة على خصوصيات الحظائر الثقافية. يذكر أن ورشة إطلاق المرحلة الثانية من مشروع المحافظة على التنوع البيولوجي ذي الأهمية العالمية والإستعمال المستدام لخدمات الأنظمة الإيكولوجية في الحظائر الثقافية في الجزائر التي تنظمها وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية، تشهد مشاركة مسؤولي الحظائر الثقافية للأطلس الصحراوي وتندوف وتوات -فورارة- تيدكلت- والأهقار والطاسيلي. وستتواصل أشغال هذه الورشة في يومها الثاني والأخير بتقديم مداخلات أخرى حول مسائل ذات صلة بهذا المشروع قبل أن تتوج بتوصيات.