يعد خفض حصص الحجاج القادمين من خارج السعودية بسبب أعمال التوسعة بالمسجد الحرام السمة البارزة لموسم الحج الحالي. وقد أطلقت السلطات حملات تشمل تحذيرات للحجاج غير الحاصلين على تصاريح رسمية، بينما تتسارع الاستعدادات لتنظيم تدفق الأشخاص والمركبات في مكةالمكرمة. وكان الشعار الأكثر تداولا في مختلف شوارع المحافظات السعودية (الحج الصحيح يبدأ بالتصريح) مع سيل من الرسائل النصية القصيرة على الهواتف النقالة تفصِّل تبعات مخالفة قوانين المملكة. والعقوبة بالنسبة إلى المقيمين هي الترحيل ومنع دخولهم الأراضي السعودية لعشر سنوات، كما تشمل السجن والغرامات المالية على المواطنين. وخيمت الاستعدادات الأمنية على خطة السلطات السعودية لضبط حركة الدخول والخروج ومنع الاختناقات والحوادث المرورية في ما يشبه (الاستنفار الأمني) لأي طارئ قد يقع بالمشاعر المقدسة التي تُحظر فيها أي أنشطة سياسية أو حزبية. وتشكل السيطرة على الحركة المرورية في شوارع مكةالمكرمة أحد معايير نجاح موسم الحج من عدمه، لاسيما أن المواسم السابقة شهدت بعض الاختناقات المرورية والحرائق التي تسببت في وفيات وإصابات. وفي الوقت نفسه، تركز السلطات على خطة (السير الطبيعي والمنتظم) لانتقال الكتل البشرية الكبيرة والمركبات بين مختلف المشاعر (منى وعرفات ومزدلفة والحرم المكي) بكل سلاسة. وفي هذا السياق، خصصت إدارة المرور أكثر من ثلاثة آلاف فرد، وما يقارب 300 دراجة نارية، و400 مركبة لتنفيذ الخطة المرورية في مكةالمكرمة مع حظر أي استثناء لدخول السيارات للمنطقة المركزية وقت الصلوات بما فيها الدوريات الأمنية. وكشفت إدارة المرور أن الجديد في خطة هذا العام يشمل توحيد الاتجاهات يومي 12 و13 من شهر ذي الحجة في المنطقة المركزية على كافة المحاور لمنع حدوث الاختناقات المرورية، مشيرا إلى أنه تم توجيه الطرق إلى الخط السريع مباشرة. ووفقا لوكالة الأنباء السعودية، سيتم لأول مرة إشراك فرق دراجات نارية ذات أربع عجلات ومجهزة بوسائل الإطفاء والإنقاذ ضمن تشكيلات قوات الدفاع المدني. فقد ثبت نجاح تلك الدراجات في الفترة التجريبية خلال رمضان الماضي للتغلب على مشكلات الزحام في الحج، وما قد ينتج عنه من صعوبات تؤخر وصول فرق الدفاع المدني لمواجهة حوادث الحرائق خاصة. ولأول مرة، توفر الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خدمات معلوماتية لزوار بيت الله الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة. وهي عبارة عن بث أنترنت في بعض الحرم المكي يُستفاد منها في الخدمات الإلكترونية كالاستبيان الإلكتروني لتقييم الخدمات، والدخول على المواقع التي تهم الحاج، ونظام المفقودات، وملفات الوسائط المتعددة التوعوية، والخرائط الإرشادية، وتفعيل إرسال رسائل توعوية عبر تقنية البلوتوث. ووفقا للأرقام الرسمية، كشف مسؤولو مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة -المنفذ الجوي الرئيسي لوصول الحجاج- عن وصول أكثر من 450 ألف حاج، قدموا على متن 2150 رحلة جوية، وهي نسبة أدنى عن الموسم الماضي ب27 %. كما أعلنت لجنة الحج المركزية عن أن تطبيق (المسار الإلكتروني) سيكون في حج الموسم المقبل لحين انتهاء تجهيزات المشروع التي تعول عليها السلطات السعودية كثيرا. وسيتيح المشروع للحجاج والمعتمرين إنهاء إجراءاتهم من خلال السفارات في الخارج لتسهيل وتسريع عملية دخولهم إلى المملكة في المواسم الدينية. استقبال نحو مليون حاج من مختلف بلدان العالم من جهة أخرى، كشفت مصلحة الجوازات السعودية، أول أمس، أن عدد المتوافدين إلى البلاد من مختلف بلدان العالم لأداء فريضة الحج هذا العام بلغ حتى يوم الجمعة نحو مليون حاج بانخفاض يقدر ب14% عن العام الماضي. وأوضحت إدارة الجوازات في تقرير احصائي، أن عدد الحجاج القادمين الخارج عبر مختلف المنافذ الحدودية للسعودية، قد بلغ حتى يوم الجمعة 980224 حاجا بنقص 157062 عن نفس الفترة من حج العام الماضي، وقد شرعوا في أداء مناسكهم في مكةالمكرمة وفي زيارة المسجد النبوي الشريف. وفي سياق متصل، جددت السلطات الأمنية في السعودية تحذيراتها من حملات الحج غير الشرعية، متوعدة بعقوبات صارمة تتنوع بين سحب رخص حملات الداخل ومعاقبة المخالفين بعقوبات تصل إلى حرمانهم من دخول أراضيها لمدة عشر سنوات. كما أعلنت القطاعات الرسمية والأمنية في السعودية، في وقت سابق، عن خفض الأعداد الإجمالية للحجاج والمتوافدين إلى البلاد في موسم الحج هذا العام بنسبة 20 %، وذلك نظرا إلى أعمال توسعة المطاف القائمة في الحرم المكي التي تهدف إلى زيادة الطاقة الاستيعابية بنسبة كبيرة، ومنع التزاحم حفاظا على سلامة الحجاج وتيسير أداء المناسك.