يعكف قاضي التحقيق بمحكمة الأقطاب بسيدي أمحمد منذ مدة، على التحقيق مع ثلاثة إرهابيين مقبوض عليهم أحياء من بينهم تونسي، تورّطوا في أخطر إعْتداء إرهابي استهدف الجزائر مطلع السنة الجارية الذي طال مصنع الغاز بتفنتورين عين أميناس بولاية إيليزي الذي يعدّ أحد أعصاب الإقتصاد الوطني، حيث أسفرت التحريات معهم على تفكيك شبكة دعم وإسناد تضم 06 إرهاببيين آخرين. وقد توصّلت التحريات مع الإرهابيين الثلاثة إلى أن عملية تيفنتورين تمّ التخطيط لها بليبيا تحت قيادة مختار بلمختار المكنى (الأعور) أمير كتيبة الموقعون بالدماء، وقد شارك في التخطيط عناصر قليلة قدموا من شمال مالي لدعم المجموعة، اما البقية ال11 تونسيا والمصريين والكندي فكانوا في ليبيا مع مختار بلمختار في طرابلس وتمّ تنفيذ الهجوم بالسلاح الليبي وبأزياء عسكرية ليبية التي زودها بهم ثوار الزنتان. قد حصل الإعتداء الإرهابي بتاريخ 16 جانفي نفذه 32 إرهابيا من جماعة الأعور، حيث احتجزت ما يقارب 800 رهينة بينهم 132 رهينة أجنبي وقد تدخلت قوات الجيش الوطني الشعبي في اليوم الموالي للهجوم الإرهابي، وتمكنت من تحرير أكثر من 700 عامل بين جزائري وأجنبي، ومقتل 37 رهينة أجنبي وجزائري واحد ومقتل 29 مسلحا وإلقاء القبض على ثلاثة مسلحين، والذين لا يزال التحقيق متواصلا معهم والذي أسفر على الإطاحة بشبكة دعم وإسناد أحيل ملفها على محكمة الأقطاب بعبان رمضان من بينهم أمير كتيبة (طارق بن زياد) تحت إمارة (عبد الحميد أبو زيد)، وكتيبة (الموقعون بالدماء) تحت إمارة (بلعور) ويواجه هؤلاء المتورطين تهما تتعلق بالانضمام لجماعة إرهابية والمساس بأمن الدولة والإنتماء لجماعة إرهابية تنشط بالجنوب الجزائري وفي دول الساحل خططت لإعْتداءات في الجنوب الجزائري ومن بينها اعتداء تيفنتورين منتصف شهر جانفي الماضي"، وأضافت هذه المصادر (أنه تمّ الإطاحة ببعض عناصر دعم هذه المجموعة الإرهابية شهر جويلية سنة 2013 بعد إلقاء مصالح الأمن القبض على شخص ينحدر من ولاية تمنراست، بناء على معلومات حول تخطيط كتيبة (طارق بن زياد) تحت إمارة (عبد الحميد أبو زيد)، وكتيبة (الموقعون بالدماء) تحت إمارة (بلعور) لتنفيذ عدة هجمات في الصحراء وبدول الساحل، وتبين خلال التحقيقات ومواجهة هذا الأخير بمنفذي هجوم تيفنتورين أن المدعو (بن شنب) الذي لقي مصرعه في حادثة تيفنتورين جنّد بعض أقاربه، وأشارت هذه المصادر (أنه ومن المتهمين يوجد 6 موقوفين الذين يعتقد أنهم كانوا على استعداد لتنفيذ تفجيرات انتحارية، داخل المنشأة النفطية). ومن المنتظر إحالة ملف منفذي هجوم تيفنتورين بعد الإنتهاء من التحقيقات على محكمة جنايات العاصمة المختصة لمعالجة القضية، لخطورة وقائعها، حيث سيواجه المتهمون حتما تهمًا خطيرة متعلقة بالمساس بأمن الدولة ونشر التقتيل والترهيب، خاصة وأن العملية خلفت 39 ضحية من مختلف الجنسيات، في حين ستفصل محكمة الأقطاب قريبا في ملف شبكة الدعم والإسناد.