أفادت مصادر قريبة من أجهزة الأمن المالية، أن مختار بلمختار (خالد أبو العباس) والمعروف ب"الأعور" أمير كتيبة "الملثمون" في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" وأمير المنطقة التاسعة في عهد "حسان حطاب" ، يكون قد باشر مفاوضات حثيثة للإفراج عن الإرهابيين الإثنين من جنسية موريتانية اللذين تم اعتقالهما قبل أسبوع بمخبأ بمدينة قاو على الحدود الجزائرية المالية. * * التحركات تكشف أهمية "مكانة" الموقوفين من طرف الأمن المالي * * واستنادا الى هذه المصادر، فإن بعض أعيان قبيلة "البرابشة" وهي من التوراڤ العرب الماليين قد وافقوا على الوساطة لدى السلطات المالية وقاموا بالإتصال بالسلطات الأمنية المالية لإطلاق سراح الإرهابيين الموريتانيين، وتفيد مصادر "الشروق اليومي" أن تحرك أعيان هذه القبيلة كان بطلب من "مختار بلمختار" الذي يقيم عندها على خلفية علاقة المصاهرة التي تربطه بهذه القبيلة التي تستقر على عمق 200 كم داخل التراب المالي في منطقة تودني شمال تومبوكتو المتاخمة لمنطقة النعمة الحدودية جنوب غرب موريتانيا، وتنشط كتيبة "الملثمون" على محور يمتد على أطراف عرق الشاش المشترك بين موريتانيا ، مالي والجزائر وتضم في صفوفها أجانب من مالي ، النيجر، موريتانيا وليبيا. * وقالت مصادرنا إن بلمختار يكون قد اقترح على السلطات الأمنية المالية، التي تحتجز الإرهابيين الإثنين، الإفراج عنهما مقابل تحرير أحد الرهينتين النمساويتين المحتجزين لدى جماعة عبد الحميد أبو زيد أمير كتيبة "طارق بن زياد " التابعة للمنطقة الخامسة بعد اختطافهما في الأراضي التونسية في شهر مارس من العام الجاري، وكان تنظيم "الجماعة السلفية" قد تبنى العملية وحدد مجموعة من المطالب أهمها دفع فدية قبل أن يتم الإتفاق على عدم إصدار بيانات وتبقى المفاوضات جارية وفي سرية. * وتؤكد هذه المعطيات صحة المعلومات التي نشرتها "الشروق" في عدد أمس، استنادا الى مصادر قريبة من أجهزة الأمن المالية تفيد بأن الإرهابيين الموقوفين "يعتبران من قيادات كتيبة الملثمين التي تنشط تحت لواء الجماعة السلفية"، حيث يقوم "بلعور" أمير هذه الكتيبة بمقايضتهما بالسائحين النمساويين المحتجزين لدى جماعة عبد الحميد أبوزيد أو "أحدهما". * وحسب معلومات متطابقة وفرها تائبون كانوا ينشطون في المنطقة الخامسة تحت لواء "الجماعة السلفية"، فإن المفاوضات الجارية بين "بلمختار" والسلطات الأمنية المالية بوساطة أعيان قبيلة "البرابشة" تجري ب "مباركة" قيادة "الجماعة السلفية" لتسهيل المفاوضات، ما يؤكد أهمية هذين العنصرين الموقوفين في هيكل تنظيم "درودكال" وعلى مستوى القيادة المركزية وليس فقط على مستوى كتيبة "الملثمون" التي يقودها "بلمختار"، خاصة في ظل الخسائر التي تكبدها التنظيم الإرهابي، على خلفية العمليات النوعية التي قامت بها قوات الجيش منذ الاعتداءين الانتحاريين اللذين هزا العاصمة في 11 ديسمبر من العام الماضي، وأديا الى سقوط متتالي لأبرز قيادات التنظيم، خاصة المكلفين بالتجنيد والتخطيط للاعتداءات الانتحارية، وتكون المكانة المهمة التي يحظى بها هذان الإرهابيان الموريتانيان قد أدت الى التنسيق بين المنطقتين التاسعة والخامسة (جماعة أبو زيد التي تحتجز السائحين النمساويين) والقيادة المركزية "لاسترجاعهما". * ويكون تحرك بلمختار بمباركة "درودكال" يذهب في اتجاه الدور الهام لهؤلاء العنصرين داخل الجماعة، خاصة في منطقة الساحل وعلاقتهما بجماعات التهريب والدعم اللوجيستيكي وعلاقاتهما الخارجية، ما دفع "بلمختار" الى تقديم عرض بتوظيف قضية السائحين النمساويين وهو عرض كبير ومهم، كما أن "درودكال" يكون قد وافقه وتجاوز الخلاف معه، رغم انه حاول في وقت سابق نفي ذلك، وقال في بيان إعلامي إن العلاقة جارية ويكون قد تراجع عن أموال الفدية التي كان يراهن عليها كثيرا كمطلب رئيسي، حيث كانت الهدف الأساسي للاختطاف لتمويل التنظيم الذي يعاني من أزمة مالية كبيرة في ظل تفكيك شبكات الدعم والإسناد، ما أدى الى تكثيف عمليات الاختطاف لطلب فدية، ويكون قد جرى التفاوض على الإفراج عن رهينة واحدة مقابل إطلاق سراح الإرهابيين الموريتانيين وتكون الرهينة المريضة، على أن تبقى الثانية محتجزة الى غاية تسديد الفدية. *