ترك وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الباب مفتوحاً بشأن ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية. رافضاً الإجابة بشكل قاطع على سؤال حول ما إذا كان سيرضخ لرغبة الجماهير المصرية بترشيح نفسه للرئاسة في الإنتخابات الرئاسية المقبلة. وقال السيسي: (هذا أمر عظيم وجلل، والوقت غير مناسب لهذا السؤال، في ظل ما تمر به البلاد من تحديات ومخاطر). جاء ذلك في الجزء الثالث من حوار صحافي لوزير الدفاع مع صحيفة (المصري اليوم)، نشرته بعددها الصادر أمس الأربعاء. وحول التلويح بقطع المعونات العسكرية الأمريكية عن مصر، أوضح السيسي أن (المعونة العسكرية تم النص عليها وتحديدها ارتباطاً بمعاهدة السلام التي تستند في أركانها على توازن القوى بين الأطراف. وبالتأكيد لها عائد إيجابي على تحقيق المصالح والأهداف المصرية والأمريكية أيضاً). وكشف السيسي عن أنه قد تم إلقاء القبض على عدد من المتورطين في مذبحة الجنود برفح، التي وقعت في عهد الرئيس المنقلب عليه محمد مرسي، مشيراً إلى أن عدد المتورطين في المذبحة ما بين 25 إلى 30 شخصاَ. وأعرب عن رضائه بالنتائج التي تحققت علي صعيد تطهير سيناء من العناصر الإرهابية، وتوقع استمرار العمليات في سيناء لفترة قادمة لم يحددها. وعرض الفريق السيسي تفصيلاً لجهود إعادة بناء القوات المسلحة وتأهيلها بعد ثورة 25 يناير 2011، وقال إن هذا الأمر كان يحتاج إلى فترة تتراوح من 3 إلى 5 سنوات على الأقل، إلا أنه قد تم إنجازه في شهور واستعاد الجيش ثقته بنفسه وثقة الشعب به. وبشأن سؤال حول ما إذا كان يشعر بوجود مؤامرة تستهدف الجيش المصري باعتباره الجيش العربي الوحيد الباقي في الدائرة الضيقة للمنطقة، وكيفية التحسب لمثل هذه المؤامرات، لم يستبعد السيسي استهداف الجيش، وقال: (للأسف الشديد فإن أحد أهم المتغيرات التي طرأت على المنطقة، خاصة في دائرتها الضيقة، هو سقوط وتآكل الجيوش العربية، الأمر الذي لا يصب بالتأكيد في الصالح العربي بصفة عامة ومصر بصفة خاصة). وانتقد السيسي نظام الرئيس المعزول محمد مرسي، وقال: (للأسف الشديد هذا ما فعله النظام السابق، وما يحاول أن يقوم به أنصاره حالياً، ويضر بالأمن القومي للبلاد، من خلال نشر الشائعات والإساءة للجيش وبث معلومات مغلوطة، ومحاولة إدخال البلاد في حالة الفوضى، وحجم الكذب والافتراء الذي نعانيه حالياً كبير جداً، خاصة إذا ما ساهمت في ذلك عدة وسائل إعلام من المفترض أنها تشكل وعي المجتمع) على حد تعبيره. وتأتي هذه الخرجة في قوت كان قد تظاهر الآلاف من طلاب الجامعات المصرية تنديدا بما سموها (مجزرة) الأحد الماضي، في إشارة إلى مقتل أكثر من خمسين شخصا في مظاهرات (القاهرة عاصمة الثورة) التي خرجت احتفالا بالذكرى الأربعين لنصر حرب 6 أكتوبر 1973 على إسرائيل. وفي هذه الأثناء أصدرت عدة نيابات في القاهرة قرارات بحبس 400 شخص على خلفية المشاركة في مظاهرات الأحد الماضي. ويواجه جميع المعتقلين تهما تتراوح بين الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين والاعتداء على قوات الأمن والقيام بأعمال عنف تهدد الأمن العام.