على بعد خمسة كيلومترات من الحرم المكي، يفتح معرض فريد أبوابه للزائرين من قاصدي بيت الله الحرام فيبهر كل داخل إليه، فهو يجمع بين الحداثة والقدم، ويستغل التكنولوجيا الحديثة لشرح تاريخ خاتم الأنبياء والرسل، كما أنه يبرز إنسانية النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أبهى حللها. ويغوص هذا المعرض في حياة النبي الإنسان، فيأخذك في جولة عبر الأماكن التي عاش فيها الرسول الكريم وطريق الهجرة الذي ارتحل فيه، والبوادي التي تجول فيها، بأسلوب تقني آخّاذ. كما أن المعرض يُفصّل أيضا طريقة حكمه عليه الصلاة والسلام للدولة الإسلامية التي أسسها في المدينةالمنورة عبر مجسم بصري ثلاثي الأبعاد فريد من نوعه. وفي جولة بأقسام معرض (السلام عليك أيها النبي)، يشرح المشرف العلمي على المشروع الدكتور عبد الخالق الجميعان الجناح الأول المسمى (محمد رسول الله.. كأنك معه)، والذي يصوّر مكةالمكرمةوالمدينة كما كانتا في عهده صلى الله عليه وسلم. وتظهر في هذا الجناح صورة جوية كبيرة لتضاريس مكةالمكرمة وضعت عليها أهم المعالم في سيرته عليه الصلاة والسلام كغار حراء وجبل ثور. كما يعرض الجناح أيضا لوحة لمدينة النبي كما كانت في عهده، وفيها أهم المعالم مثل جبل أحد والمسجد النبوي وحجرات زوجات النبي رضي الله عنهن. وفي زاوية أخرى من هذا الجناح يظهر مجسمان كبيران لمكةوالمدينة يتم التحكم فيهما بالحاسوب اللوحي (آيباد)، وعند الضغط على مسمى الأماكن في الآيباد يظهر ضوء في المجسم يرشدك إلى مكان المعْلم الذي حددته، وبذلك يمكن أن تعرف أين كان بيت النبي، وأين كان بيت خديجة، بالإضافة إلى تحديد مواقع بيوت الصحابة ومدى قربها من المسجد الحرام أو المسجد النبوي، وتحديد أهم الأماكن التي ذكرت في سيرة الرسول الكريم. وبوصفه واحدا من أهم الأقسام في المعرض، يبرز قسم (الدولة المحمدية) الذي يُفصّل أركان دولة النبي صلى الله عليه وسلم. وفي غرف سينمائية ثلاثية الأبعاد يعرض القائمون على المشروع أركان دولة النبي وجميع (المرافق والوزارات) التي احتوتها. ويقول الجميعان إن جميع مرافق وأركان الدولة المدنيّة الحديثة المعروفة اليوم كانت موجودة في الدولة النبوية التي أسسها الرسول في المدينةالمنورة ولكن بمسميات مختلفة. ويحتوي المعرض أيضا على شاشات لمس إلكترونية عملاقة تتفاعل مع الزوار، كما يحتوي على متحف أثري تعليمي يقرب للزوار أشكال الأثاث والمقتنيات النبوية، كأواني الأكل التي استخدمها الرسول، والملبوسات النبوية، وعدة الحروب وغيرها، وقد صممت بنفس الوصف الذي وردت به في السنة النبوية أو في كتاب الله الكريم. وعن فكرة إنشاء المتحف، يقول مؤسس المشروع الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني إن الفكرة بدأت من تأليف كتاب عن السيرة النبوية، لكنها تطورت لتصبح مشروعا متكاملا يضم معرض (السلام عليك أيها النبي)، وقناة (السلام عليك) الفضائية، بالإضافة إلى أكبر مكتبة في العالم عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويضيف الزهراني أنه تم افتتاح فرع للمعرض في دبي، ويتم العمل حاليا على فتح فروع أخرى في بعض دول الاتحاد الأوروبي وفي مصر وبعض الدول العربية، ليتحول المشروع بذلك إلى العالمية. كما أن المعرض متوفر أيضا بلغات عدة، حيث هناك جهاز ترجمة فورية يترجم محتويات المعرض بلغات أجنبية كالإنجليزية والفرنسية وغيرها. ويرى مؤسس المعرض أن هذا المشروع -الذي يعمل فيه أكثر من 160 شخص بين عالم وباحث وتقني- يمكن أن يكون نواة للتقريب بين مذاهب العالم الإسلامي، خاصة أن الكل مجمع على حب النبي وحب سيرته العطرة.