شهد موسم عيد الأضحى المبارك، ظاهرة جديدة وغريبة في نفس الوقت، بحيث اشتدت المنافسة بين النساء والرجال في ذبح الأضحية وخاصة عملية سلخها، حيث تقوم بنات حواء بمهمة ذبح الأضاحي وسلخها وتقطيعها بأنفسهن بمهارة تضاهي مهارة الرجل، ففي ظل عزوف بعض الرجال عن مهمة السلخ بدافع الكسل أو الخوف، فإن العديد من النساء الجريئات رحن ينقذن العائلة من كابوس اسمه سلخ الكباش.. س. بوحامد كانت مهمة سلخ الكباش في وقت مضى مهمة سهلة يحتكرها رب البيت بكل براعة، فيما تقوم النساء بغسل الأعضاء ومهمة الطبخ، ولقد كان هذا التوازن في المهمات أمرا عاديا، أما الآن وحين اختلفت الأدوار واكتسب المرأة الثقة بالنفس، وبأنها تمتلك المهارة والشجاعة تؤهلها لتكون ندا للرجال في المهمات الصعبة، انقلبت الأمور وأصبح الرجل في حاجة المرأة، بعد أن هجم الكسل على بعض الرجال الاتكاليين، بحيث تعذر عليهم مواجهة عملية الذبح والسلخ في عيد النحر، كما خاب مسعاهم في إيجاد ذباح يعينهم على السلخ بسعر منخفض، فكانت المرأة كالعادة هي المنقذة للأسرة.. والتقينا إحدى النساء التي أصبحت متمرسة في مهنة سلخ الأضحية، وعن تجربتها في ذبح الأضحية، قالت: (أول بداية لي كانت في العام الماضي وهي مسألة تحدٍّ، فيقال دوماً إن النساء جنسٌ ناعم وليس في مقدورهن رؤية الدماء، وأنا عندها أثبت لهم عكس ذلك حيث قمت بذبح أضحيتين وتلقيت حينها إرشادات في تحديد مكان النحر). وأضافت (لم أكن خائفة بقدر ما كنت متحمّسة، وكان الرجال حينها يعتقدون بأني لن أقوم بهذه المهمة، لكني ذكرت التسمية وقمت بالذبح بطريقة نظيفة، وتلقيت تشجيعاً كبيراً حينها). هذا نوع من النساء اللاتي هرعن إلى مساعدة أزواجهن في عملية السلخ التي تعتبر حسبهم أهم عملية في النحر، فالذبح هو الأسهل أما السلخ فهو يتطلب مهارة وخفة اليد.. كما توجد نساء أخريات اقتحمن عالم الأضحية بشكل إجباري واضطراري، بعدما غاب عنهن الداعم والكفيل لإنجاز هذه المهمة، وأكثرهن مطلقات أولادهن في سن صغيرة تمنعهم من المساهمة في هذه العملية، ونجحت الكثير منهن، في إنجاز هذه المهمة والبراعة فيها بشكل كبير.. فيما أكد عبد الله متزوج وأب لطفلين، بأنه وككل عام يشتري الأضحية ويقوم بنحرها بالتعاون مع زوجته، كما أنه في عملية السلخ لا يمكنه الاستغناء عن زوجته، فيتشاركان في السلخ، وقد اكتسبت زوجته مهارة كبيرة، حتى أنها تتفوق عليه في بعض الأحيان.. ودور المرأة في تمثيل الرجل في العيد، لم يقتصر فقط على الذبح أو السلخ وإنما تعدى ذلك إلى تقطيع اللحم، فبعض ربات البيوت تحولن إلى جزارات بسبب تكاسل الرجل وعدم وجود دخل كافٍ لاستقدام جزار محترف لتقطيع اللحم في العيد.. فهذه الشهادات تؤكد أن دور المرأة تحول ليشمل أدوار الرجال في الأسرة، ورغم كل الإيجابيات التي تنتج عن وقوف المرأة جنبا إلى جنب أمام الرجل في بعض الأحيان يتأخر الرجل ليفسح المجال للمرأة لممارسة أدواره الذكورية بسبب الكسل والاتكال، يتسبب في زعزعة استقرار الأسرة، واختلال الأدوار، بحيث تصبح المرأة رجلا وامرأة في وقت واحد، فيما يتراجع الرجل ويتخذ ركنا شديدا هاربا من مسؤوليات أوكلتها له طبيعته والمجتمع..