أكد البروفيسور سليم لافتي ان الأنفلونزا الموسمية تشكل خطرا كبيرا على الصحة العمومية وهي مسؤولة عن أمراض خطيرة، بحيث سجلت حسبه مصلحة الأمراض التنفسية والصدرية بمستشفى مصطفى باشا وفاة ما بين 30 و40 حالة سنويا بسبب الإصابة بالفيروس في تصريح ل »الشعب« مشددا على ضرورة القيام بالتلقيح كأحسن وسيلة. وقال رئيس مصلحة الأمراض التنفسية والصدرية بمستشفى مصطفى باشا سليم لافتي خلال تنشيطه للندوة التي انعقدت أمس بمركز الصحافة »المجاهد« ان التلقيح كل مرة في السنة هو الوسيلة الأكثر فعالية للتخفيف من حدة الانفلونزا باعتبارها شديدة العدوى و تنتقل بسهولة كبيرة بين الأشخاص طول السنة عن طريق قطرات صغيرة تقذف عند السعال أو العطس. وأضاف ان الفيروس يمكن له ان ينتشر عبر الأيادي او عند لمس مساحات ملوثة بحيث تظهر فجائيا في شكل حمى وآلام في الحنجرة وصداع وآلام عضلية وإحساس بالفتور ويرافقها سعال مشيرا ان الانفلونزا تتسبب بشكل كبير في الأمراض التنفسية التي تتطلب عملية طبية باعتبارها تمس جميع الأعمار وتصيب نفس الشخص مرات عديدة. وعلى هذا الأساس قدم البروفيسور بعض الحلول التي من خلالها يتمكن المرء من تفادي الإصابة بها والتخفيف من حدتها مشددا على ضرورة التشخيص الموجه ومراقبة المرض والتلقيح السنوي لكل الفئات من أجل تفادي نقل العدوى قدر الإمكان وتجنب مضاعفات المرض. وأضاف ان ما يناهز 59 بالمائة من مهنيي الصحة يعانون من إصابات الانفلونزا دون ظهور الأعراض الاعتيادية، بحيث يكون احتمال نقل الفيروس إلى مرضاهم كبير، وبالتالي حسب البروفيسور يتوجب إعطاء الأولوية للأطباء في القيام بالتلقيح قبل المريض لتفادي نقل العدوى. وبالنسبة لمنافع التلقيح ضد الانفلونزا الموسمية ومراقبتها مثلما وردت في تساؤلات الصحافة أكد البروفيسور انه هام جدا ويستهدف التنقيص بنسبة 60 بالمائة من عواقب المرض خاصة لذوي المناعة الضعيفة كالمصابين بالأمراض المزمنة والأشخاص المسنين والنساء الحوامل والأطفال مضيفا انه يساهم أيضا في التقليص من الذهاب إلى المستشفيات وتقليل خطر الوفاة الناجم عن الفيروس ب 80 بالمائة وكذا تنقيص مصاريف العلاج بنسبة 70 بالمائة. ودعا إلى توسيع التغطية التلقيحية في البلاد لدى جميع الأشخاص ولكل الفئات سواءا الذين يشكلون خطرا ويعانون من أمراض مزمنة والنساء الحوامل والمسنين والتي على حد قوله يتوجب ان يكون التلقيح لهذه الفئة مجاني كل عام في حين ان الأشخاص العاديين يلتزمون بالتعويض مضيفا ان الأطباء يناضلون من أجل أن يصبح التلقيح مجاني باعتباره حق لكل فرد. وبالنسبة لحملة التلقيح ضد الزكام الموسمي التي قام بها معهد باستور بعد تسليمه أكثر من مليون جرعة لقاح من طراز فاكسيغريب بحيث سبق ل »الشعب« وان تناولتها في عددها الفارط أكد لافتي ان طلب الجزائر لمليوني و60 ألف جرعة منها 1.5 مليون جرعة أحادية و60 ألف للأطفال هو غير كاف لأنه لا يغطي جميع الفئات، سيما وان عدد المصابين بالأمراض المزمنة بلغ مليونين و400 ألف شخص. ودعا لافتي إلى ترك المخاوف جانبا وتجاوز صعوبات إقناع المرضى بالقيام باللقاحات مؤكدا أنها آمنة وسالمة وفعالة بحيث تحتوي على شدفات ميتة للفيروس التي حسبه لا يمكنها التسبب في الانفلونزا لكن تؤدي إلى رد مناعي ضد المرض اومضاعفته باعتبار ان الفيروس يتغير كل عام وبالتالي يتوجب تغيير ذرية اللقاح من سنة إلى أخرى.