كشف الدكتور فوزي درار، مدير المخبر المرجعي للأنفلونزا بمعهد باستور، أن اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية سيكون متوفرا قريبا في الصيدليات، وشدد على أهمية التلقيح قبيل حلول الشتاء، خاصة مع تسجيل بعض موجات البرد في هذه الأيام من فصل الخريف. وكشف المختص أن على الجزائر الاقتداء بتجربة الولاياتالمتحدة في تلقيح كافة السكان، لإبعاد آثار الأنفلونزا السلبية اجتماعيا واقتصاديا. من المتوقع أن تشمل حملة التلقيح ضد الأنفلونزا في السنوات القليلة القادمة، مجموع سكان الجزائر، بهدف جعل هذه الحملة أكثر تأثيرا وفاعلية. هذا ما كشف عنه الأخصائي فوزي درار في حصة طبية متخصصة للقناة الثالثة الإذاعية، إذ أوضح أن التلقيح الشامل للسكان ستكون أثاره أكثر إيجابية سواء على الصحة العمومية أو على الاقتصاد الوطني، مشيرا في هذا الصدد إلى تجربة الولاياتالمتحدة التي تعمل على تلقيح كل أفراد الشعب الأمريكي مع مطلع 2015، مما سيسمح بالتقليل من نفقات الصحة من جهة والأضرار الاجتماعية والاقتصادية التي تخلفها الأنفلونزا الموسمية من جانب آخر، ولفت الدكتور درار أن المنظمة العالمية للصحة توصي بضرورة تلقيح أزيد من 75 بالمائة من السكان، مع التركيز على فئة المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة. في المقابل، يشير المختص إلى أنه رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات، فإن العديد من المواطنين لا يرغبون في التلقيح، مما يجعل السؤال: «هل ينبغي التطعيم أم لا ضد الأنفلونزا الموسمية ؟» يُطرح مجددا هذا الخريف، على العاملين في مجال الصحة إلى جانب العديد من المواطنين الذين يترددون في اتخاذ هذه الخطوة. ويستهدف التلقيح المضاد للأنفلونزا في المقام الأول، الأشخاص المعرضين أكثر من غيرهم لخطر المعاناة من مضاعفات شديدة في حال انتقال العدوى إليهم، مثل المتقدمين في السن والمصابين بأمراض مزمنة، فضلا عن أولئك الذين لهم اتصال منتظم معهم. غير أن الأنفلونزا ماتزال تعتبر في نظر الكثيرين مرضا غير خطير لا يتطلب تلقيحا أو رعاية صحية خاصة. وأشار الدكتور إلى وجود عدة أنواع من فيروسات الأنفلونزا، أهمها فيروس الأنفلونزا «أ» وفيروس الأنفلونزا «ب». يتسم فيروس الأنفلونزا «أ» بقدرته العالية على تغيير بنيته، ويستدعي ذلك تجديد إنتاج اللقاح في كل عام بحسب نمط فيروس الأنفلونزا السائد، وأضاف أن جائحات الأنفلونزا تحدث خلال أشهر الخريف والشتاء، بين شهري أكتوبر ومارس، وتبلغ ذروتها في شهري ديسمبر وجانفي. ومن أعراض الأنفلونزا عموما؛ الإعياء العام، الحمى، الكحة، الاحتقان في الحلق والأنف مع سيلانه، وتستمر هذه الأعراض من أربعة إلى خمسة أيام عند الشخص الطبيعي عادة، يكون المصاب أكثر نقلا للعدوى قبيل ظهور الأعراض مباشرة وخلال الأيام الأولى من المرض، خاصة في اليومين الأول والثاني، ثم تزول الأعراض بعد خمسة إلى سبعة أيام، وقد تستمر لأكثر من أسبوع لدى الحوامل والأشخاص الذين تجاوزوا سن الخامسة والستين من العمر. أما لدى المرضى ذوي المناعة الضعيفة، كمرضى الفشل الكلوي المزمن، إلى جانب المصابين بأمراض القلب، التهاب الشعب الهوائية المزمنة، أمراض الكبد، متلازمة العوز المناعي المكتسب (الأيدز)، فقر الدم، التلاسيميا، مرضى السكري أو الربو، فتستمر أعراض الأنفلونزا مدة أطول، ويكثر حدوث المضاعفات لديهم، مما يضاعف أهمية التلقيح لديهم. وأشار الدكتور إلى المضاعفات التي قد تحدث نتيجة الإصابة بالأنفلونزا؛ كالتهاب الشعب الهوائية الحاد، التهاب الرئة، التهاب حاد في عضلة القلب، جلطات القلب الحادة، التهاب السحايا الحاد والوفاة المفاجئة، مبينا أن اللقاح السنوي فعال يقلل من معدل الإصابة بالأنفلونزا وأثارها بنسبة 50 إلى 80 في المائة. جدير بالإشارة أن الجزائر استوردت العام الماضي 2,60 مليون جرعة لقاح مضاد للأنفلونزا الموسمية بنسبة تغطية وصلت إلى 35 بالمائة فقط.