مع تسارع وتيرة الإصابة بأنفلونزا الخنازير التي اجتاحت بلادنا منذ دخول الشتاء،دخلت جمعيات المرضى المعنيين أكثر من غيرهم بالوباء والناشطين في مجال الصحة في حالة طوارئ مطالبة السلطات الإسراع في تلقيح أكبر نسبة من ذوي الأمراض المزمنة والحوامل والمسنين ، أي كل الفئات الفاقدة للمناعة والتي تبدي مقاومة أقل للمرض وقد يفتك بها الفيروس . سمية ب أطلق عدد من الأخصائيين ورؤساء الجمعيات نداءات للسلطات المعنية يستعجلونها الشروع في تلقيح المرضى ضد فيروس أنفلونزا الخنازير قبل فوات الأوان، خاصة بعدما اتضح أن الوباء يستهدف الفئات الهشة الصحية والفاقدة للمناعة ، بدء بذوي الأمراض المزمنة الذين يعدون بالملايين ، وعلى رأسهم مليوني مصاب بداء السكري ومثلهم مرضى القلب والشرايين، السرطان والايدز، وكذا الحوامل اللوئي سجلت عدة وفيات في صفوفهن . أطلق البروفيسور مصطفى خياطي صيحة تحذير من انتقال المرض لفئة ذوي الأمراض المزمنة والنساء الحوامل وأطفال المدارس. وطالب خياطي بوجوب تلقيح ما لا يقل عن 70 بالمائة من المواطنين مفندا الإشاعات التي حامت حول اللقاح ومطمئنا بأنه يتمتع بموافقة منظمة الصحة العالمية مما يخرجه من دائرة الشك في آثاره الجانبية التي يتخوف منها بعض المواطنين.وأضاف البروفيسور:" إذا كانت الآثار الجانبية تقتل 2 في الألف من المواطنين فالوباء يقتل على الأقل 100 في الألف.لذا يجب الإسراع في تلقيح الفئات الهشة من المواطنين . فيما دعت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث إلى ضرورة نشر الوعي وسط المواطنين، خاصة في المدارس. ودعت إلى نشر ثقافة الوقاية في الوسط المدرسي وإلى منع الاختلاط في الأماكن العمومية . وتجنيب النساء الحوامل اللواتي أبدين هشاشة في استقبال المرض، بحيث قدرت وفياتهن بنصف حالات الوفيات المسجلة عموما. وفي ذات السياق نفى الدكتور" تريبش ع.ن " أخصائي أمراض صدرية ما يتردد حول تأثيرات لقاح أنفلونزا الخنازير أو الأنفلونزا الموسمية وأكد أن ما يتردد حول تأثيرات اللقاح الجانبية وخطورته غير علمي، حيث أن جميع المراجع التي يروج لها لا يعتد بها . وأضاف أن الأبحاث الأولية التي نشرت تثبت أن اللقاح الجديد آمن وقد تم تصنيعه باستخدام نفس طريقة تصنيع لقاح الأنفلونزا الموسمي، والذي أظهر أماناً كبيراً على صحة الناس على مدى سنوات من استخدامه ولكن يبقى خطر المضاعفات الجانبية وارد ، لكنه غير مخيف بحجم الأنفلونزا لأن كل ما يصدر عن منظمة الصحة العالمية و تقره هيئة الدواء والغذاء الأمريكية فهو آمن. مرضى السكري على رأس القائمة الإستعجالية كما طالب رئيس جمعية مرضى السكري بالعاصمة فيصل أوحدة بالشروع في تلقيح فئة مرضى السكري بدرجاته والبدء بالمزمنين، مشيرا إلى أن الفيدرالية الوطنية لمرضى السكري كانت قد قامت بحملة تلقيح في صفوف المرضى المصابين بالأنفلونزا الموسمية ، وهو أمر دأبت عليه الفيدرالية في السنوات الماضية لوقاية المرضى من مضاعفات الأنفلونزا الموسمية التي تفتك هي الأخرى بعدد لا يستهان به من مرضى السكري سنويا. وشدد أوحدة على المرضى عدم التهاون في مسألة الوقاية والتنظيف التي يتعايش معها مرضى السكري حتى في سائر أيامهم العادية ، فالنظافة عامل مهم في حماية هذه الفئة من المرضى من مضاعفات السكري ، وبالتالي من السهل عليهم إضافة بعض النصائح الأخرى كغسل الأيدي عدة مرات في اليوم بالصابون السائل. ومن المستحسن تجنب الأماكن المكتظة والآهلة لتقليل الإصابة بالعدوى. من جهته، أكد الدكتور نسيم نوري أخصائي في داء السكري بمصلحة الدكتور لزهر لأمراض الغدد بمستشفى قسنطينة، في تصريح له أن جميع اللقاحات المتواجدة عبر العالم لها آثار جانبية قد تتمثل في حساسية لأحد عناصر اللقاح تتمثل في الحكة كما قد تتسبب لدى البعض في الإصابة بمرض "السكليروز أن بلاك" أو مرض ال " غليم باري" المؤثرة على حركة الشخص. إلا ان هذه الأعراض لا تظهر سوى لدى فئة قليلة من المرضى لا تكاد تحصى ولا يمكن بسببها الحكم على اللقاح أو الامتناع عنه ، فإذا ما افترضنا أن احتمال الوفاة في حال تلقي اللقاح يقدر ب 2 بالمائة فإن نسبة احتمال الوفاة في حال عدم تلقيه ترتفع إلى 90 بالمائة بالنسبة لمرضى السكري الفاقدين للمناعة، والذين يمكن اعتبارهم من أكثر الفئات احتياجا للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية ووباء الخنازير دون أي تأخير . وعلى سلطات وزارة الصحة أضاف ذات المصدر أخذ ذلك بعين الاعتبار قبل فوات الأوان. وانضمت إلى قائمة المطالبين بالتلقيح المستعجل جمعيات المصابين بالايدز، نظرا لافتقاد المرضى للمناعة ضد أي من الأمراض، وفيما يتعلق بالأنفلونزا الموسمية قالت السيدة حياة رئيسة جمعية مرضى الإيدز في تصريح لها أن مرضى فقدان المناعة يعانون حتى من الأنفلونزا الموسمية التي تقضي في كل سنة على العديد من الضحايا، مشيرة أنهم لا يتأخرون سنويا عن إجراء اللقاح المضاد للأنفلونزا العادية خوفا من تأثيرها على صحتهم .وأنهم معنيون أكثر من غيرهم بالتلقيح، وحذت حذوها السيدة كتاب رئيسة جمعية الأمل لمرضى السرطان التي أطلقت صيحة إنذار بعد تسجيل إصابتين في صفوف مريضات السرطان بيير وماري كوري. وأثناء جولة لنا بمركز السرطان المذكور لمسنا حالة من الطوارئ في صفوف المريضات في قسم أمراض الثدي، حيث تلقت المريضات القادمات لمراجعة الطبيب أو لمتابعة العلاج بالأشعة أو الكيماوي تعليمات صارمة بتجنب المصافحة والتقبيل لتجنب العدوى المحتملة، وقد تفهمت المريضات ذلك بعد أن عمل الأخصائيون على إفهام كل واحدة بأن ذلك في مصلحتها وأن هذه الفئة من المريضات فاقدات للمناعة، وفي هذا الإطار قالت إحداهن وقد جاءت لمراجعة الطبيب بعد انتهاءها من جميع مراحل العلاج :" لقد مرت كل واحدة منا برحلة علاج قاسية بقيت محفورة لدى كل واحدة منا في الذاكرة، ولولا ضرورة الفحص بعد الانتهاء من العلاج الذي يؤكد عليه الأخصائيون المشرفون على علاجنا لتجنبنا الحضور بصفة نهائية لألا نصاب بهذا الوباء، حفظنا الله وإياكم، وما زاد في مخاوفنا هو تسجيل حالتين لمريضتين جاءت إحداهن لمتابعة العلاج وأخرى للمعاينة قدمتا من ولايات الداخل.