يبدو واضحا أن الأوضاع الخطيرة قرب الحدود الجزائرية، لا سيما الشرقية منها، في ظل تدهو الوضع الأمني في تونس وليبيا، تؤرق الرئيس بوتفليقة الذي لا يتوقف عن تقديم التوجيهات والتعليمات والأوامر اللازمة بهدف تشديد الإجراءات للتصدي للتهديدات المحتملة. أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة يوم الخميس بنواكشوط، أن الجولة التي بدأها يوم الخميس من موريتانيا تأتي تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي أمر بأن يتم التركيز على دول الجوار وبالأخص دول الميدان التي تتقاسم معها الجزائر مصالح إستراتيجية وتعمل معها سويا على التصدي لظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود. وقال السيد لعمامرة في تصريح للصحافة على هامش الزيارة التي شرع فيها إلى موريتانيا أنه (حدثت تطورات ايجابية بالمنطقة بعد تحرير شمال مالي من الجماعات الإرهابية التي كانت تسيطر عليه) غير أن الخطر مثلما أوضح - مازال قائما في المنطقة. وأضاف: (نحن بصدد بلورة تصور استراتيجي يتماشى مع ظروف المرحلة المقبلة وعلى هذا الأساس، نقوم بمشاورات مع القيادات السياسية العليا لهذه البلدان). كما أكد أن الجزائر لديها أفكارا تتقاسمها مع أشقائها في موريتانياومالي والنيجر، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من هذه المشاورات بدأت في موريتانيا البلد الذي (تربطنا به كما قال -علاقات قوية ومتميزة تتسم بتطابق وجهات النظر وبالنظرة المستقبلية المشتركة للعمل الجماعي في منطقتنا). وأعرب بهذا الخصوص عن أمله في أن (نتمكن في نهاية هذه الجولة من الحصول على أفكار وتصورات تدفع بعملنا المشترك إلى الأمام وهذا خدمة لأمن واستقرار ورفاهية المنطقة). رسالة من بوتفليقة للرئيس الموريتاني يستقبل لعمامرة استقبل وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة بعد ظهر الخميس بنواكشوط من طرف الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز. وبهذه المناسبة سلم رئيس الدبلوماسية الجزائرية رسالة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز. وشرع لعمامرة يوم الخميس في زيارة صداقة وعمل لنواقشوط (موريتانيا) كمحطة أولى لجولة اقليمية تشمل كذلك كل من مالي والنيجر. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية السيد عمار بلاني (إن هذه السلسلة من الزيارات تندرج في إطار تدعيم العلاقات العريقة والمتميزة التي تربط الجزائر بكل بلد من هذه البلدان الثلاثة الشقيقة والجارة). وأكد أن رئيس الدبلوماسية الجزائرية (سيبلغ رسائل من رئيس الجمهورية إلى نظرائه الموريتاني والمالي والنيجري). وأضاف الناطق باسم الدبلوماسية الجزائرية أن المحادثات المنتظرة بين السيد لعمامرة وكبار مسؤولي هذه البلدان (ستعطي دفعا للعلاقات الثنائية في شتى المجالات وتدعم التشاور السياسي وستعزز تطابق وجهات النظر حول الرهانات والتحديات التي تواجهها المنطقة من حيث الأمن والاستقرار والتنمية).