قبلي: "تخصيص 132 متر مربّع في قصر المعارض لا يكفي" كشفت سميرة قبلي مديرة النشر بالمؤسسة الوطنية للاتّصال النشر والإشهار (لاناب) أن التشكيلة الجديدة من الكتب التي سيتمّ عرضها في الطبعة ال 18 للصالون الدولي للكتاب بقصر المعارض الصنوبر البحري يوم 31 أكتوبر الجاري إلى غاية 9 نوفمبر المقبل تتضمّن 40 عنوانا جديدا من ضمن 600 عنوان بالعربية والفرنسية والأمازيغية منذ تأسيسها في 2000، وتأتي هذه الطبعة تحت شعار (متعة القراءة). أفادت سميرة قبلي أمس خلال تنشيطها الندوة الصحفية بمكتبة (الراشدية) بالبريد المركزي بالجزائر العاصمة بأن التشكيلة الجديدة التي تدخل الصالون الدولي للكتاب 2013 تتضمّن مطبوعات مختلفة ومتنوّعة لأدباء وشعراء وكتّاب لهم صيت في الساحة الأدبية والثقافية إلى جانب من هم جدد ولهم أوّل إصدارات، مشيرة إلى أن الجديد في هذه الطبعة أن الكتاب والشعراء الجدد ليسوا من العاصمة فحسب، بل من مختلف ولايات الوطن على اعتبار أن هذه المبادرة هي الأولى من نوعها في مؤسسة النشر الوطنية للاتّصال والنشر والإشهار، قائلة: (إذا أردنا أن نحتفي بالحياة لابد أن نحتفي بالكتاب). وقد حضر الندوة كلّ من الإعلامية البارزة صورية بوعمامة التي أطلقت أوّل مولود إعلامي أدبي بالنّسبة لها تحت عنوان (أوراق لم تكن للنشر) كأوّل مبادرة أدبية لها، إلى جانب حضور الكاتب عاشور فنّي الذي سيشارك في هذه الطبعة بكتاب شعري تحت عنوان (أخيرا.. أحدّثكم عن سماواته)، وكذا الكاتب محمد عباس والروائي حميد عبد القادر والإعلامية عفاف فنوح التي ستكون لها مبادرة بدورها في الطبعة ال 18 لمعرض الكتاب الدولي ككاتبة وليس كإعلامية، إلى جانب وجوه أدبية جديدة دخلت هذا الميدان من خلال أوّل منشورات لها عبر هذه المؤسسة الوطنية للنشر. وأكّدت مديرة النشر أنها ستراهن على الاستمرارية بدليل أنه في هذه الطبعة سيتمّ عرض 600 عنوان أدبي باللّغات الثلاث: العربية، الفرنسية والأمازيغية مع إبراز العناوين الجديدة التي تبلغ 40 عنوانا جديدا، إلى جانب جناح خاص بالأطفال، مؤكّدة في سياق آخر تولّيها إنشاء لجنة قراءة وتمحيص من أجل تجنّب الوقوع فيما يتنافى وعادات المجتمع الجزائري وأخلاقه. وذكرت المتحدّثة ذاتها أن المؤسسة الوطنية للاتّصال، النشر والإشهار تطمح إلى إقامة شراكة مع دور النشر العربية خاصّة من لها إصدارات عن الجزائر، موضّحة أن هذا المعرض يتضمّن كتبا خارجية على أن لا يتعارض الكتاب وهيبة الدولة الجزائرية. "ليس لنا متّسع لإجراء الندوات والأمسيات الشعرية" على صعيد آخر، قالت سميرة قبلي إنه تمّ تخصيص مساحة 132 متر مربع في قصر المعارض الصنوبر البحري للطبعة ال 18 للمعرض الدولي للكتاب، موضّحة أن هذه المساحة لا تكفي للقيام بأمسيات شعرية أو لقاءات أو ندوات. وعن سعر الكتب المعروضة في الصالون قالت المحتدّثة إنه سيكون سعر معقول يصل لجميع الفئات، أي ما بين 400 دينار جزائري إلى غاية 600 دينار جزائري كحدّ أدنى، حسب عدد الأوراق، موضّحة أن السعر يضبط بناء على المواد المستعملة في الكتاب، مشيرة إلى أنه ستكون 4 نقاط بيع بالتوقيع في العرض، إلى جانب عمليات بيع أخرى بالتوقيع كذلك ستقام بالجامعات وما شابه. نقص فادح في الكتب العلمية في ردّها عن كمّية الكتب العلمية المبرمجة للنشر في هذه الطبعة قالت قبلي إن هذه السنة سيشهد الكتاب العلمي نقصا في المعرض، (وسنتدارك هذا النقص في العام المقبل بحول اللّه)، موضّحة أن مديرية النشر خلال هذا الموسم عملت على الاستفادة من التراكم الصحّي كما أسمته والبناء على مواصلة تحقيق الأهداف والطموحات المتعلّقة بالكتاب، مردفة أن المديرية أطلقت سلاسل جديدة تمسّ مختلف الأجناس الأدبية والفنّية والفكرية، مع العمل على توفير أكبر قدر ممكن من التوازن الخاضع للوعي الوطني والإبداعي. وأكّدت سميرة قبلي أن التوازن الإبداعي يتجلّى في الاحتفاء بالكفاءات الفكرية والإبداعية المنتمية إلى مختلف الأجيال، حيث المقياس هو عمق الخطاب لا عمق السنوات، فلا بناء حضاري دون تراكم صحّي في خيرات الأجيال، إلى جانب الاحتفاء باللّغات الوطنية والأجنبية التي يستعملها الكاتب الجزائري في الكتابة والقارئ الجزائري في القراءة بعيدا عن الحساسيات البعيدة عن الطرح الثقافي لمسألة القراءة والكتابة. وقد شهد هذا الموسم بالمقارنة مع المواسم السابقة أكبر عدد من العناوين المكتوبة باللّغة الأمازيغية، في أجناس أدبية مختلفة مواكبة للانتعاش الذي باتت تعرفه هذه اللغة الوطنية. واعتبرت المتحدّثة ذاتها أن السلاسل التي تمّ إطلاقها هذا الموسم، والتي ستدخل الصالون الدولي للكتاب وغيره من المحافل الدولية والوطنية نوافذ مفتوحة بعيدا عن كلّ إقصاء ما عادا الإقصاء الذي تمليه المعايير الجمالية والمعرفية والإنسانية. ومن بين التشكيلة الجديدة التي ستعرض سلسلة (نحن شعر) تتضمّن ثمانية أصوات شعرية جزائرية من أجيال ولغات وحساسيات متقاطعة وسلسلة (نزلة برد) ويوجد فيها ستة أصوات روائية جزائرية تشترك في الهاجس، وتختلف في المنوال، بالإضافة إلى سلسلة (خطوات ترى) تتكوّن من وجوه وأقلام جزائرية تكتب شهاداتها عن وجوه وأقلام جزائرية، وكذا سلسلة (المعيار) التي تحوي متابعة التجارب الجادّة وتحليل الظواهر الملحّة، دون أن ننسى سلسلة (الشهادات) وجاءت مواكبة مع الذاكرة الحيّة والنابضة للوطن. للإشارة، فإن هذه التشكيلة التي تدخل الصالون الدولي للكتاب ما هي إلاّ افتتاح الموسم 2013/2014 الذي سيعرف صدور عناوين أخرى لوجوه أخرى إلى نهايته، وفق الفلسفة ذاتها، مع إطلاق مشاريع جديدة في إطار تفعيل المشهد الثقافي والأدبي الوطني سيتمّ الإعلان عنها قريبا من قِبل مديرية النشر للمؤسسة الوطنية للاتّصال، النشر والإشهار. 150 كتاب "ممنوع" في شقّ آخر، نذكر أن مصالح مديرية الكتاب بوزارة الثقافة أحصت 150 تحفّظ بخصوص الكتب المشاركة في المعرض الدولي للكتاب، حيث منعت لجنة القراءة بالوزارة الوصية هذه العناوين من الحضور على رفوف الطبعة ال 18 من معرض الجزائر الدولي للكتاب لأسباب مختلفة. حيث تركّزت أسباب المنع على العناوين الممجّدة للإرهاب والتي تنادي للقتل، إضافة إلى العناوين التي تشجّع الفرقة القبلية والعرقية وتنادي للعنصرية والتفرقة المذهبية، كما تمّ منع العناوين التي تمسّ الدولة الجزائرية ورموزها، إضافة إلى الكتب التي تحمل صورا أو عناوين إباحية وتشجّع على الانحلال الخلقي في المجتمع. وعلى سبيل المثال منعت ذات المصالح إدخال عناوين للكاتب سلمان رشدي البريطاني من أصل هندي الصادر عن إحدى دور النشر اللبنانية، وكتاب (مذكّرات شارون) الذي يروي قصّة حياة أرئيل شارون رئيس وزراء إسرائيل السابق. كما تحفّظت لجنة القراءة على عناوين 30 دار نشر من 8 دول عربية ودولتين أجنبيتين، إذ احتلّت الكتب الدينية التي تدعو إلى التعصّب والتطرّف صدارة الكتب الممنوعة، خاصّة الكتب الداعية إلى التشيّع والتنصير.