دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية المصريين للاحتشاد عند مقر المحكمة التي من المقرر أن يمثل أمامها الرئيس المعزول محمد مرسي اليوم الاثنين، مع استمرار الاحتجاجات الرافضة للانقلاب. وأكد بيان صادر عن التحالف أن الدعوة للاحتشاد تهدف إلى (تعريف العالم كله أن في مصر أحرارا يحلمون بالحرية ويبذلون في سبيلها الغالي والنفيس). وأضاف البيان أن (المحاكمة باطلة وغير قانونية وأن التحالف لا يعترف بها وأنها والعدم سواء). ومع اقتراب موعد المحاكمة يتسابق طرفا المعادلة السياسية باتخاذ خطوات وإجراءات مكثفة استعدادا لليوم. فقد نظم التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب العسكري مظاهرة أمام دار القضاء العالي مساء أول أمس ضمن أسبوع (محاكمة إرادة الشعب) قبل بدء محاكمة الرئيس مرسي بمعهد أمناء الشرطة بمنطقة طرة جنوبالقاهرة. وأظهرت صور احتشاد أعداد كبيرة من معارضي الانقلاب العسكري أمام مقر دار القضاء العالي في قلب القاهرة، وسط تشديدات أمنية مكثفة للدار التي يوجد بها مكتب النائب العام. وحمل المتظاهرون شعار رابعة العدوية وصور الرئيس المعزول، إضافة إلى لافتات كبيرة حملت صورا لضحايا الحوادث المتعاقبة منذ عزل مرسي. كما رددوا هتافات تؤكد استمرار حراكهم السلمي لإرغام العسكر على العودة إلى ثكناتهم، على حد تعبيرهم. كما نظم معارضو الانقلاب وقفات احتجاجية وسلاسل بشرية ومسيرات في عدة مدن وجامعات في المحافظات المختلفة. وأظهرت لقطات مباشرة سلسلة بشرية أمام جامعة القاهرة. وخرجت مسيرات ومظاهرات في مدن وأحياء مختلفة من محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية والشرقية والدقهلية والغربية وبورسعيد والبحيرة وبني سويف للمطالبة (بعودة الشرعية) والتأكيد على استمرار الفعاليات حتى (كسر الانقلاب). من جانبها قالت وزارة الداخلية إن أجهزة الأمن ترصد بكل دقة وجدية الدعوات التي تصدر عن عناصر تنظيم الإخوان المسلمين وتتابع (كافة التحركات والمخططات التي تستهدف إشاعة الفوضى) في البلاد ليوم الاثنين تزامناً مع بدء محاكمة مرسي وعدد من قيادات الجماعة. وأكدت مصادر أمنية أنه سيتم تأمين المحاكمة بحوالي 26 ألف جندي وضابط، إضافة إلى تجهيز قوة جوية مكونة من 14 طائرة في حالة نقله للمحاكمة في إجراءات أمنية بدأت منذ السبت. ويحاكم مرسي بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية الرئاسي في ديسمبر الماضي. وكان سبعة أشخاص على الأقل قتلوا في اشتباكات اندلعت يومها بين أنصار الرئيس المعزول ومعارضيه. على صعيد آخر أعلنت العديد من الاتحادات الطلابية والفعاليات المصرية رفضها العودة لنظام الحرس الجامعي أو نشر قوات من الشرطة والأمن عند أبواب الجامعات وفق القرار الذي اتخذته الحكومة وبدأت في تطبيقه بالفعل. وفي المقابل دافع وزير التعليم العالي حسام عيسى عن الإجراءات الجديدة التي تتيح للشرطة التدخل عند الضرورة. وأوضح أن أي رئيس جامعة يتأخر عن استدعاء الشرطة سيفصل من العمل. كيري يصل إلى مصر قبل يوم من محاكمة مرسي في شق آخر، وصل جون كيري وزير الخارجية الأمريكي إلى القاهرة لإجراء محادثات مع الحكومة المصرية المدعومة من الجيش الأحد قبل يوم من محاكمة الرئيس محمد مرسي الذي عزله الجيش. والقاهرة هي المحطة الأولى ضمن جولة تستمر تسعة أيام في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وشمال إفريقيا. وتأتي في الوقت الذي ستبدأ فيه محاكمة أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا في مصر الإثنين مع 14 آخرين من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن كيري سيبحث التحول السياسي في البلاد وكيفية تأثير ذلك على العلاقات الثنائية مع واشنطن. إلا أنه أضاف أن الزيارة (لا ترتبط نهائيا بمحاكمة مرسي). وتدهورت علاقات مصر بالولايات المتحدة منذ أن عزل الجيش مرسي في يوليو تموز. وتحث واشنطن مرارا الحكومة المؤقتة على التصرف بضبط النفس في حملتها على جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها. وقال المسؤول إن كيري سيؤكد في اجتماعاته مع السلطات المصرية أهمية الالتزام بحكم القانون. وأضاف أن كيري سيدعو إلى محاكمات شفافة وعلنية لكل المصريين وكذلك تفادي الاعتقالات السياسية. وسيزور كيري المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة والجزائر والمغرب في جولة تهدف جزئيا على ما يبدو لتهدئة المخاوف بشأن تقارب واشنطن من إيران وموقفها إزاء الصراع السوري. وفي الرياض سيجري كيري أول لقاء له بالملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية منذ أن أصبح وزيرا للخارجية الأمريكية في فيفري.