ثبت من خلال الطبعة ال18 للصالون الدولي للكتاب أن كثيرا من القراء الجزائريين يميلون سنة بعد سنة إلى القصص الخيالية والرواية التاريخية وكذا الأدب الكلاسيكي الفرنسي. ولوحظ فور افتتاح الصالون للجمهور أن مختلف الأجنحة للناشرين الجزائريين والأجنبيين من بين الذين يعرضون كتب أدبية (خيالية وروايات وكتب كلاسيكية) تعج بالزوار ما يعكس اهتمام القراء الجزائريين بالكتب حول التاريخ والروايات المقتبسة من يومياته حسب مسؤول بدار النشر (أبيك). ولا يزال الواقع الجزائري والعربي يثيران اهتمام الزوار خاصة الشباب منهم، في حين يهتم القراء (المتقدمين) في السن بالروايات الموجودة بالأجنحة المختصة في الأدب على غرار دار النشر البرزخ التي يدعم مسؤولها تصريحات زملائه الناشرين بخصوص طلب القارئ الجزائري. ويرى هواة الرواية التاريخية ومذكرات الشخصيات البارزة في التاريخ الجزائري أن ما يجلبهم في هذا النوع الأدبي الذي برز منذ سنوات هو (معرفة الحكايات الشخصية الصغيرة التي تصنع التاريخ). ومن جهتها تؤكد دور نشر فرنسية حاضرة كعادتها بالصالون الاهتمام بآداب العالم وكذا الروايات الكلاسيكية الفرنسية، غير أن الأسعار المقترحة تبقى باهضة بالنسبة لأصحاب المداخيل المتوسطة. وبالمقابل أعرب العديد من الناشرين عن حسرتهم أمام عزوف الزوار عن الأدب العربي الذي لا يجلب إلا (جمهور حصري) يبحث عن كتب أو كتاب معروفين، في حين تبقى الكتب الدينية أو التعليمية تحقق نجاحا سنة بعد سنة. طوابير لا متناهية من أجل مستغانمي وخضرة وشاركت أحلام مستغانمي الروائية التي يتم قراءتها بشكل كبير في البلدان العربية في الصالون الدولي للكتاب من خلال احتفالها مع قرائها الجزائريين بالذكرى ال20 لصدور (ذاكرة الجسد) وهي أول رواية لها، بحيث لا زالت تعرف نجاحا شعبيا خارج الجزائر والتي تحصلت على عدة جوائز مع تكييفها في عمل سينمائي. وبهذه المناسبة انتظر مئات القراء ساعات طويلة للحصول على إهداء من قبل كاتبتهم المفضلة التي تعتبر إلى جانب آسيا جبار أفضل سفيرة للأدب الجزائري. ومن جهته صنع ياسمنية خضرة الحدث خلال يومين بدار النشر القصبة حيث توافد المعجبون به للظفر بإهداء على روايته الأخيرة. إقبال كبير على الإصدارات الدينية لدور النشر العربية من جانب آخر، تعرف دور النشر العربية المشاركة في صالون الكتاب (سيلا) -وهي في حوالي 335 دار من أصل 922 معلن عنها- إقبالا كبيرا على إصداراتها الدينية والأكاديمية وأيضا كتب الأطفال من جماهير مختلفة الأذواق ومن كل الأعمار. ففي الجناح المركزي (لقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة) الذي يشهد اكتظاظا منذ افتتاح الصالون عرفت بعض دور النشر المصرية واللبنانية خصوصا توافدا كبيرا للطلبة والشباب على إصداراتها الدينية والأكاديمية وأيضا كتب الأطفال التي تنوعت في مواضيعها ونوعية طباعتها ما جعلها تلقى الرواج لدى الأطفال رفقة عائلاتهم. وأعرب بعض الزوار عن (إعجابهم) بما تقدمه خصوصا دور النشر المشرقية التي على رأيهم توفر (كما كبيرا) من المواضيع ونوعيات (جيدة) من الكتب على الرغم من أسعارها (المرتفعة) وهو ما لم يجدوه عند دور النشر الجزائرية والمغاربية على حد قولهم. ويعرف الصالون حضورا (طاغيا) لدور النشر المشرقية التي يقارب عددها ال300 منها 107 مصرية و80 لبنانية يقابله حضور ضعيف للدور المغاربية التي لم يتعد تعداد المعلن عنها مجتمعة ال35 منها 19 من تونس و15 من المغرب و1 من موريتانيا، بينما غابت كليا دور النشر الليبية حسب المنظمين. ومن جهة أخرى لم يشهد الأدب باللغة العربية اهتماما ملحوظا من القراء مقارنة بنظيره بالفرنسية الذي ميز بقوة هذه الطبعة حيث لاقى اهتماما كبيرا من محبيه وخصوصا المتعطشين للرواية الخيالية والرواية التاريخية والأدب الكلاسيكي الفرنسي. كما غابت الأسماء الأدبية الكبيرة من البلدان العربية عن الصالون باستثناء أحلام مستغانمي التي تعد أهم روائية مقروئية، حيث تجمع محبوها بقوة من حولها لاقتناء عملها الشهير (ذاكرة الجسد) و(الأسود يليق بك) روايتها الأخيرة. ولم تلق بدورها الكتب الفكرية والسياسية المتعلقة بما يجري حاليا في البلدان العربية اهتماما رغم حضور بعض الدور العربية ببعض العناوين المهمة على غرار الشروق المصرية وإصداراتها (هل أخطأت الثورة المصرية) للروائي المصري علاء الأسواني و(مبارك وزمانه) لمواطنه الأديب والمؤرخ محمد حسنين هيكل وأيضا دار منتدى المعارف السورية التي عرضت (السلطة والاستخبارات في سوريا) للكاتب السوري رضوان زيادة. وفي هذا الصدد أشار مسئول بمركز نماء للبحوث والدراسات (العربية) ومقره بيروت أن (العناوين ككل في الصالون التي تتحدث عن الثورات العربية لا تتجاوز ال50).