ففي الجناح المركزي لقصرالمعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، الذي يشهد اكتظاظا منذ افتتاح الصالون الأسبوع الفارط، عرفت بعض دور النشر المصرية واللبنانية خصوصا توافدا كبيرا للطلبة والشباب على إصداراتها الدينية والأكاديمية وأيضا كتب الأطفال التي تنوعت في مواضيعها ونوعية طباعتها ما جعلها تلقى الرواج لدى زوار المعرض. وأعرب بعض الزوار عن إعجابهم بما تقدمه خصوصا دور النشر المشرقية التي على رأيهم توفر كما كبيرا من المواضيع ونوعيات جيدة من الكتب على الرغم من أسعارها المرتفعة وهو ما لم يجدوه عند دور النشر الجزائرية و المغاربية على حد قولهم. ويعرف الصالون حضورا طاغيا لدورالنشر المشرقية التي يقارب عددها ال 300 منها 107 مصرية و80 لبنانية يقابله حضور ضعيف للدور المغاربية التي لم يتعدى تعداد المعلن عنها مجتمعة ال 35 منها 19 من تونس و15 من المغرب و1 من موريتانيا بينما غابت كليا دورالنشرالليبية. وعن سبب قلة الناشرين التونسيين قالت راضية الحباسي العرقي من وزارة الثقافة التونسية أنه يرجع لمشاركة الكثير منهم في معرض الكتاب الدولي بتونس الذي اختتمت فعالياته يوم الأحد الماضي وأيضا لتفضيل بعضهم التحضير للمشاركة في معارض أخرى بالبلدان العربية. وتأسفت المتحدثة في نفس الوقت لتأخر وصول الكثير من الكتب للأجنحة إلى غاية اليوم الخامس من افتتاح الصالون وهو نفس المشكل الذي وقع مع عدد من دور النشر المغربية حسب جناح وزارة الثقافة المغربية. ومن جهة أخرى لم يشهد الأدب باللغة العربية اهتماما ملحوظا من القراء مقارنة بنظيره بالفرنسية الذي ميز بقوة هذه الطبعة حيث لاقى اهتماما كبيرا من محبيه وخصوصا المتعطشين للرواية الخيالية والرواية التاريخية والأدب الكلاسيكي الفرنسي. كما غابت الأسماء الأدبية الكبيرة من البلدان العربية عن الصالون باستثناء أحلام مستغانمي التي تعد أهم روائية مقروئية حيث تجمع محبوها بقوة من حولها لاقتناء عملها الشهير »ذاكرة الجسد« و»الأسود يليق بك«روايتها الأخيرة. ولم تلق بدورها الكتب الفكرية والسياسية المتعلقة بما يجري حاليا في البلدان العربية اهتماما رغم حضور بعض الدور العربية ببعض العناوين المهمة على غرار »الشروق المصرية« وإصداراتها »هل أخطأت الثورة المصرية« للروائي المصري علاء الأسواني و»مبارك وزمانه« لمواطنه الأديب والمؤرخ محمد حسنين هيكل وأيضا »دارمنتدى المعارف السورية« التي عرضت »السلطة والإستخبارات في سوريا« للكاتب السوري رضوان زيادة. وفي هذا الصدد أشار مسؤول بمركز نماء للبحوث والدراسات (العربية) ومقره بيروت أن »العناوين ككل في الصالون التي تتحدث عن الثورات العربية لا تتجاوز ال50 «. ومن جهة أخرى، أبدت كثير من دور النشر العربية انزعاجها من ضعف الإقبال عليها في الأجنحة الفرعية في مقابل التوافد الهائل الذي يشهده الجناح المركزي أين يتواجد فقط 62 ناشر من البلدان العربية من أصل 195 ناشر منهم 97 من الجزائر و40 من فرنسا و21 من لبنان و20 من مصر حسب المنظمين. ويضم الطابق الأرضي من الجناح المركزي أغلب دور النشر العالمية وبعض أهم دور النشر الجزائرية والعربية بينما يضم طابقه العلوي عددا من الدور العربية الأخرى ولكنه وعلى غرار الأجنحة الفرعية لا يلق إقبالا حسبما لوحظ.وأعرب بعض العارضين من الجناح الفرعي »ج« على غرار المؤسسة الحديثة للكتاب من لبنان أن جناح عرضه شهد إقبالا ضعيفا جدا للزوار بينما شهدت مشاركته العام الماضي لما كان في الجناح المركزي توافدا منقطع النظير. وأوضح المتحدث أن الكثير من الناس لا يعلمون حتى بوجود أجنحة فرعية للصالون إذ لا يقصدون في الغالب إلا الجناح المركزي ثم ينصرفون مرجعا السبب في هذا إلى غياب اللافتات ونقص الإشهار وتغطية أماكن الأكل والتسلية المتواجدة بالمكان عليها.