هدّد العشرات من فلاحي بلدية دلدول (دائرة مسعد) بقطع آلاف الأشجار والتخلي نهائيا عن ممارسة نشاطهم الفلاحي الذي تستمر بها المنطقة، وخاصة في إنتاج المشمش والرمان وهذا بعد أن وصدت كل الأبواب أمامهم وعدم الإصغاء إلى مطلبهم المتمثل في تزويدهم بالكهرباء بنوعيها الريفية والفلاحية، حيث لم تستفد البلدية من هذا البرنامج منذ عدة سنوات، ولا يزال السواد الأعظم من الفلاحين يعتمد على الطرق البدائية في سقي بساتينهم التي كلفتهم الكثير سواء من الجانب المادي أو البدني، وعلى الرغم من هذه المعاناة، إلا أن بلدية دلدول تبقى من أكثر البلديات في الانتاج الفلاحي، وخاصة منطقة الملافة وضاية الطلبة، وقد عرفت السنوات الأخيرة ظاهرة غريبة، حيث أقدم بعض الفلاحين على (حرمان) أشجار المشمش من السقي تمهيدا لقطعها واستبدالها بمنتوج آخر بسبب الخسائر الفادحة التي يتكبدها الفلاح نهاية كل صيف، والتي لم يعد يتحملها جراء تعرض منتوجهم إلى التلف نتيجة إنعدام قنوات التسويق من جهة وعدم توفر الولاية على مصانع تحويلية لامتصاص الكم الهائل من الانتاج من جهة أخرى، وهو ما أدّى إلى الانخفاض الرهيب لسعره، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى خمسة دنانير وهو مبلغ لا يكفي لسد أجور الفلاحين والأيدي العاملة. وفي هذا الإطار جدّد أكثر من ألف فلاح من بلدية دلدول مطلبهم الملح للسلطات المسؤولية بالتعجيل في تزويدهم بالكهرباء لتجنب الكارثة.