أعرب المشاركون في مختلف النشاطات التي احتضنتها مناطق مختلفة من الجزائر، بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، عن مخاوفهم إزاء الشهادات والأرقام والإحصائيات التي عرضتها مختلف مديريات الأمن الولائي والصحة والنشاط الاجتماعي، واعتبرها بعض المشاركين من الجمعيات النسائية والحقوقية وخبراء علم النفس والاجتماع ورجال الدين والأكاديميين ب(الغريبة عن المجتمع الجزائري فيما صنفها آخرون في خانة الأخطار التي قد يتعرض لها النسيج الاجتماعي عندما ينسلخ عن هويته أو يتمرد عن مرجعيته)... وأوضحت رئيسة جمعية (راشدة) أن شبابيك للإصغاء النفسي وضعت تحت تصرف النساء ضحايا العنف قادرة على إعلامهن بحقوقهن القانونية والاجتماعية، وتجد النساء ضحايا العنف بهذه الشبابيك الدعم النفسي و المرافقة الموجهة لجعلهن يعترفن بتعرضهن للعنف وتشجيعهن على الكلام وفقا لما أفادت به السيدة شطوح. وأردفت رئيسة جمعية (راشدة) قائلة إن العمل الجماعي القائم على أساس (التفاعل) و (تبادل الخبرات) بين النساء المنحدرات من مختلف الولايات يمنحهن الفرصة (للإصغاء إليهن ولتفهمهن والتفكير معا من أجل الوصول إلى أفضل طريقة للخروج من هذه (الوضعية الهشة). واستنادا لذات المتحدثة فإن المكلفات بالشباك القانوني توجهن النساء من ضحايا العنف نحو مكاتب المحاماة في (حالات قضايا الأحوال الشخصية المعقدة المتعلقة بنفقة الزوجة المطلقة وحضانة الأطفال والحق في السكن على وجه الخصوص). وللاشارة فلقد استقبل مركز الإصغاء لجمعية (راشدة) منذ جانفي 2013 أكثر من 400 امرأة من ولايات شرق البلاد من ضحايا مختلف أشكال العنف حسب ما صرحت به رئيسة الجمعية السيدة مليكة شطوح. وأكدت رئيسة الجمعية، أن مركز الإصغاء لجمعية راشدة يعمل على (ترقية ونشر مفهوم ثقافتي المساواة والمواطنة على اعتبار أنهما جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان، ولفتت إلى (ضرورة الإحاطة بظاهرة العنف الممارس على النساء) وعلى (تحسين التكفل بالضحايا). واعتمادا على الإحصائيات أفادت السيدة شطوح بأنه من أصل ال400 امرأة من ضحايا العنف اللواتي استقبلهن مركز الإصغاء لجمعية راشدة تعرضت 60 بالمائة منهن للعنف الجسدي، حيث يتعلق الأمر-حسب ما أضافته - بنساء تتراوح أعمارهن بين 17 و 63 سنة تعرضن للعنف في أغلب الأحيان من طرف الزوج (70 بالمائة من الحالات) والأخ والأب. وبالاطلاع على الوضعية الاجتماعية والمهنية لهؤلاء النساء يتبين أن أكثر من 60 بالمائة منهن ماكثات بالبيت تقول ذات المتحدثة، مشيرة إلى إطارات سامية من النساء وطبيبات وطالبات توجدن أيضا ضمن قائمة النساء اللواتي تعرضن للعنف واللواتي استقبلهن مركز الإصغاء لجمعية راشدة. 81 بالمائة من العنف يحصل خارج الأسرة تشير أرقام إقليم اختصاص شرطة تيبازة على سبيل المثال إلى ارتفاع عدد القضايا المسجلة مقارنة بسنة 2012 أين تم تسجيل 147 قضية فقط، في حين سجل إلى غاية نهاية شهر أكتوبر من العام الجاري 225 حالة اعتداء على النساء منها 145 قضية متعلقة بتعرضهن لعنف جسدي. من جهة أخرى أثارت الشهادة الحية التي قدمتها امراة ضحية عنف جسدي ولفظي في الوسط المهني بينما كانت حاملا في شهرها الثالث (تضامنا واسعا) لدى المشاركون في الندوة التي بثت مباشرة على أمواج إذاعة تيبازة. من جهته كشف رئيس فرقة حماية الطفولة ومكافحة جنح الأحداث الملازم الأول للشرطة مراد دودو أنه تم خلال ال10 أشهر الأولى من العام 2013 بولاية سوق أهراس تسجيل 168 امرأة ضحية العنف منها 136 امرأة تعرضن لعنف جسدي و23 لسوء معاملة و6 نساء كن ضحية تحرش جنسي. وأشار ذات الضابط إلى أن الحالة العائلية لهذه الفئة من الضحايا تتوزع على 96 امرأة متزوجة و40 عازبة و21 مطلقة، إلى جانب 11 أرملة، داعيا إلى ضرورة نشر الوعي في الوسط الأسري للقضاء على هذه الظاهرة. وأحصت مصالح الأمن لولاية عين الدفلى 70 حالة عنف ضد النساء منذ بداية السنة الجارية وإلى غاية شهر أكتوبر الماضي حسب حصيلة قدمتها مديرية الأمن الولائية، بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف تجاه النساء. وجاء في الحصيلة أن هذا العدد يعكس ارتفاع هذه الظاهرة، حيث أن مصالح أمن عين الدفلى سجلت 55 حالة عنف ضد النساء خلال سنة 2012. وأضاف نفس المصدر أن العنف تجاه النساء يتمثل في المعاملات الوحشية لا سيما منها داخل العائلة الصادرة عن الزوج، الأب أو الأخ وكذا في المحيط المهني والشارع. سجلت مصلحة الشرطة القضائية بمديرية أمن ولاية تيسمسيلت منذ بداية السنة الجارية وإلى غاية منتصف شهر نوفمبر الحالي 111 امرأة تعرضن للعنف بمختلف أشكاله حسبما علم لدى مسؤول مكتب الاتصال والعلاقات العامة بهذا السلك الأمني. كما سجلت مصالح الشرطة القضائية للأمن الولائي 40 حالة سرقة تعرضت لها نساء ماكثات بالبيت وعاملات وتلميذات وطالبات، موضحا بأن معظم السرقات سجلت بالمدن الكبرى للولاية والمتمثلة في تيسمسيلت وثنية الحد وبرج بونعامة ولرجام وخميستي. وأبرز المسؤول بأن عدد النساء ضحايا العنف بالولاية شهد ارتفاعا كبيرا هذه السنة، مذكرا بأن النساء اللائي تعرضن للعنف خلال عام 2012 قارب 90 ضحية. ومن جهته كشف المدير الولائي للنشاط الاجتماعي بأن مصالحه تكفلت نفسيا واجتماعيا ومهنيا منذ بداية السنة الجارية ب23 امرأة ممن تعرضن للعنف وممن هن في وضع صعب.