أكد الدكتور عبد العزيز بن حركات، رئيس مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحكيم بن باديس، أن مصالحه استقبلت، خلال سنة واحدة، ما بين 900 إلى 1000 امرأة معنفة، بمعدل حوالي 80 امرأة في الشهر، مضيفا أن هذه الأرقام تبقى بعيدا عن الواقع بسبب امتناع عدد كبير من النساء عن التوجه للمصلحة بعد تعرضهن للعنف والذي يكون في غالب الأحيان من المحيط الأسري، لاعتبارات وتقاليد راسخة بالمجتمع، والتي تساهم في إخفاء المرأة لآلامها الجسدية والمعنوية رغم المعاناة. وبمناسبة اليوم العالمي لمحاربة العنف ضد المرأة المصادف ل25 نوفمبر من كل سنة، أكد البروفيسور بن حركات أن العديد من الحالات المعنفة يصل بها الأمر للإصابة بانهيار عصبي أو حتى التفكير في الانتحار في بعض الأحيان، حيث سجلت ذات المصلحة خلال شهر رمضان الفارط حالتي انتحار لسيدتين تعرضتا للعنف. ويختلف العنف حسب المتحدث من امرأة لأخرى، حيث يكون عنفا لفظيا أحيانا ويتطور أحيانا أخرى لعنف جسدي، وحتى الاعتداء بالأسلحة البيضاء تكون ضحيته المرأة داخل المحيط الأسري وغالبية الأمر من الزوج، أو حتى داخل المحيط المهني أين تتعرض للعنف اللفظي. من جهتها، سجلت خلية الإصغاء التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي بقسنطينة، مند حوالي سنة تاريخ دخولها حيز الخدمة، 45 اتصالا من نساء تعرضن للعنف اللفظي أو الجسدي داخل المحيط الأسري، و تخلي الزوج عن مسؤوليته وترك الزوجة المعنفة في مواجهة مصاريف المنزل والأولاد ما دفع ببعض النساء للجوء إلى التسول. وتحاول الجمعيات المحلية المختصة، مساعدة النساء المعنفات والتكفل بهذه الفئة في حدود المستطاع في ظل نقص الإمكانيات المادية، حيث تطالب هذه الجمعيات وعلى رأسها جمعية راشدة بتكافل الجهود وتخصيص مركز للنساء المعنفات اللائي لا يجدن في الوقت الحالي ملجأ يأويهن بعد تعرضهن للعنف أو طردهن من بيت الزوجية، والاقتداء بولايات أخرى عبر التراب الوطني والتي بادرت لإنجاز مثل هذه المراكز.