يقف الزائر لمعرض التشكيلي العصامي خالد بوكراع مشدوها أمام حوالي 30 لوحة فنية تجريدية ونصف تجريدية تشع بالألوان وتغوص في الفن المعاصر وقد ازدانت بها جدران رواق عسلة حسين بالجزائر العاصمة. ويعكس هذا المعرض الذي افتتح الإثنين الماضي تحت شعار (نوافذ القلب) إبداعات حديثة وقديمة لهذا التشكيلي -أصيل ولاية المسيلة- الذي يحلق عاليا بإبداعاته في عالم التشكيل راسما بذلك المتعة في عيون الزوار من محبي هذا الفن. ويتطرق بوكراع في أعماله للجمال والطبيعة والتراث والمرأة والعواطف وهي مواضيع يمكن استكشافها بسهولة في لوحات بعناوين معبرة على غرار (بدوي) و(راقصة أولاد نايل) و(بائع البرتقال) و(القصبة) و(غرداية) و(موسيقى الحياة) وأيضا (تمزقات) التي أبدعها تأثرا بالفيلسوف الألماني إيمانويل كانط. وعن سبب اختيار هذا العنوان يقول الفنان إن (نوافذ القلب) معرض (يركز على القلب أولا فلوحاته تخاطب البصيرة قبل البصر وهذا لأن البصر مخادع في حين أن البصيرة هي الأسمى والأرقى). وتربعت الألوان الفاقعة على غرار الأحمر والأصفر والأزرق والأسود على لوحات بوكراع ربما لأنها الأكثر تعبيرا عما يدور في وجدان هذا التشكيلي الذي استطاع بريشته وقدرته على التعامل مع هذه الألوان بتدرجاتها ونسبيتها من أن يرسم لنا جوانب في علاقته بربه والناس من حوله وأيضا بنفسه كما يقول. ويستعمل الفنان في أعماله الألوان الزيتية دون أن يمنعه هذا من استعمال الإكريليك ومواد وأدوات أخرى هي من خصائص الفن المعاصر وهذا حتى يعبر عما في نفسه من انفعالات وحتى يعطي أيضا لأعماله لمسة عصرية. ومن أهم ما يميز أيضا معرض (نوافذ القلب) -الذي يتواصل إلى غاية 10 ديسمبر - لوحات جديدة في (فن الاسترجاع)، حيث اتخذ الفنان من بعض القطع الخشبية المهملة كلوحات لرسوماته فأبدع عليها فنانا جميلا وصديقا للبيئة. وكان خالد بوكراع -وهو من مواليد دمشق في 1970- قد شارك بإبداعاته التي تتنوع بين الواقعي والانطباعي والتجريدي في العديد من المعارض الدولية الفردية والجماعية بتونس وقطر وأيضا بالجزائر. كما زينت إبداعات الفنان العديد من واجهات الروايات لمؤلفين جزائريين وعرب على غرار (في عشق امرأة عاقر) لسمير قاسيمي و(أرخبيل الذباب) لبشير مفتي و(امرأة خارج الزمن) للفلسطينية سلوى البنا.