اصطدم المواطنون بالارتفاع القياسي لأسعار الخضر تزامنا مع تساقط الأمطار وحتى الحبوب بينت عنفوانها واستكبرت على الزوالية، فاللوبيا وصلت إلى 300 دينار ونافست اللحوم البيضاء في السعر، الأمر الذي جعلهم يحومون في حلقة مفرغة وحتى البطاطا وصلت إلى 45 و50 دينارا بعد ان انخفضت فيما سبق إلى 25 دينارا. نسيمة خباجة لهيب الأسعار أدى بالكل إلى الاستنجاد بالمعجنات التي حافظت على نوع من الاستقرار في الأسعار وتراوحت بين 70 و80 دينارا للكيلوغرام الواحد، بحيث مس الارتفاع مختلف أنواع الخضر، فالخس توفر ب 80 دينارا، الفلفل بنوعيه ب140 دينار، الجزر واللفت ب50 دينارا، الكوسة ب 130 دينار. وأرعبت تلك القصاصات التي كانت مصطفة على صناديق الخضر المتسوقين وظهرت أكياسهم فارغة من الخضر بسبب اللهيب الذي أعلنه الباعة عبر الأسواق وكلهم تحججوا بالنقص الذي عرفته الخضر والفواكه وتضاءل كمياتها بأسواق الجملة بسبب استعصاء قلعها مع تساقط الأمطار وارتفاعها حتى بأسواق الجملة مما أجبرهم على الرفع من السعر، وتحججوا كذلك من سقوط اللائمة دوما عليهم على الرغم من الظروف التي يتكبدونها لأجل إيصال السلع إلى الزبائن . اقتربنا من الزبائن على مستوى بعض أسواق العاصمة وضواحيها فبينوا حيرتهم من الارتفاع الذي مس الخضر وكذلك البقوليات على اعتبار أن تلك الأخيرة كان يعتمد عليها كليا في الاستهلاك اليومي في أيام الشتاء. السيدة وردة وجدناها بسوق المرادية فقالت إن الأسعار هي ملتهبة وهو ما ألفناه مع تساقط المطر الذي لم يعد فأل خير على جيوب المواطنين بفعل الفاعلين، وأضافت أن حتى الوجهة إلى الحبوب من أجل تعويض الخضر استعصت بسبب الارتفاع الذي شهدته البقوليات ووصول الفاصولياء الجافة إلى 300 دينار فما فوق ليستقر العدس على سعر 140 دينار وهو سعر مرتفع نوعا ما، الأمر الذي أجبر الكل على العودة إلى المعجنات كآخر الحلول المتاحة، هذا في حال إن سلمت هي الأخرى من الارتفاع ولم يلتفت إليها الباعة من أجل إلهاب الجيوب. أما السيد فريد فقال إن الأسعار أجبرته على خفض الكمية وجلب أنواع من السلع بالغرامات وليس بالكيلوغرامات كما كان في السابق، وأردف بالقول (حتى البطاطا ارتفعت إلى 50 دينارا واللوبيا إلى 300 دينار، فالزوالي ما عساه يفعل، ولم تعد متاحة سوى المعجنات التي التفت إليها الكل في هذه الآونة بالذات وإلا ماتوا جوعا هم وعوائلهم). اقتربنا من بعض التجار لمعرفة أسباب ارتفاع الخضر فكانت أجوبتهم روتينية كما ألفناها وقذفوا الكرة في مرمى تجار الجملة الذين ألهبوا الأسعار بالنظر إلى تضاءل كميات الخضر بسبب تساقط الأمطار واستعصاء عملية قلعها، مما أجبرهم هم كذلك على رفع الأسعار قليلا لعدم تحمل الفارق وتكبد الخسارة وصادفوا عدم تقبل الأسعار من طرف المواطنين وتوجيه اللوم دوما إليهم في الوقت الذي يخضعون فيه دوما إلى الأسعار المتداولة بأسواق الجملة.