ليس بالجديد على المسلمين أن يسمعوا بين الحين والآخر من بعض الأصوات والتي تدعي ويا للأسف أنها تنتمي إلى ملة الإسلام وتحب أهل البيت، بل وتجاهر بأنها على استعداد أن تموت من أجل محمد وأهل البيت والحسين وذريته رضي الله عنهم أجمين، ولكن الجديد الذي كان خافيا عن معظم المسلمين هو سبهم لأمهات المؤمنين وللصحابة، وهذا نظرا لأن ذلك يحدث في نطاق ضيق وعلى مستوى الحسينيات وفي متون كتبهم ..؟ غير أن هذا لم يعد خافيا خاصة مع الثورة الإعلامية وظهور قنوات فضائية تنتمي إلى من يسمون أنفسهم بأتباع آل البيت أو »الشيعة«، حيث برز فيها أناس لا يراعون حرمة ولا دين لأي كائن من كان يتعبد خارج المذهب الشيعي الإثنى عشري، وكأن الدين أقتصر اقتصارا على هؤلاء دون غيرهم من المسلمين الموحدين لله المؤمنين برسله وكتبه ويوم الآخر..! ففي اجتماع للشيعة بلندن أقيم حفل تبادل فيه الكلمة الكثير أبرزهم كلا من الكويتي الشيخ »ياسر حبيب« والبحريني الشيخ »حسين جناتي« وأن كانا لا يستحقان لقب شيخ، واللذان سحبت منهما لا حقا جنسيتهما من قبل سلطات بلدهما نظير ما قاما به من افتراء وعلى الملأ وعبر الفضائيات، من سب وشتم ولعن في حق أبي بكر الصديق وعمر الفاروق، وأيضا في حق ابنتيهما زوجتا رسول الله »صلى الله عليه وسلم« عائشة وحفصة رضي الله عنهما ..؟ لقد خصوا بالكلام وأغلظوا فيه هؤلاء الغلاة الجهلة بدين الله وسنة رسوله (ص) ولم يرعوا حرمة لعرض سيد الأنام ولا لعرض أصحابه، بل ولم يحترموا حتى شعور المنتمين اليوم والمتبعين لأهل السنة والذين يعتبرون بل ويعدون فعلا أن هؤلاء رموزهم وسادهم وقادتهم، فقاموا وعللا رؤوس الأشهاد بلعنهم والإعلان بأنهم في نار جهنم دون مراعاة شعور أحد..! لم يسلم من آذاهم ولعنهم أحدا من العالمين وفي مقدمتهم أبا بكر وعمر ومعاوية وبالأخص الصديقة بنت الصديق التي برأها الله من فوق عليائه عائشة وأيضا حفصة وهند، بل كل من قال قولتهم واتبعهم ومال ميلتهم ..؟ أيمكن أن يصدر مثل هذا الكلام القبيح الذي تتأذى منه جميع الخلائق من إنسان مستقيم شريف يحترم القيّم ويقدس الشرائع ويجل المبادئ، كلا إن مثل هذا الكلام البذيء الذي يخدش الحياء وتقشعر له الأبدان لهول الافتراء ولكبر ما اقترف في حق شرف بيت رسول الله (ص) ليس فقط كإنسان له كرامة وإنما كرسول معصوم تجب طاعته ويلزم توقيره، لا يمكن أن يصدر إلا عن معتوه ملعون خارجا عن الملة حاقد لا ينتمي إلى هذه الأمة وهي منه براء..! إنه لم يعد كافيا أن تصدر فتوى من مرشد الثورة الإيرانية »علي خمينائي« تحرم النيل من أمهات المؤمنين وصحابة رسول الله (ص) وإنما يجب أن يحاكم هؤلاء ويهدر دمهم جزاء ما اقترفا من إثم وما ساقاه من بهتان في حق بيت الرسول وصحابته الكرام..؟!