خيّمت حالة من الحزن الشديد على المقرّ البابوي المصري في أعقاب التظاهرة الحاشدة التي شارك فيها آلاف المصلّين المصريين عقب صلاة الجمعة الماضية بمسجد الفتح بميدان رمسيس، بعد أن فشل البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية في إحباط التظاهرة التي كان قد دعا إلى منعها خلال مقابلة مع التلفزيون المصري في الأسبوع الماضي، بعد أن عبّر عن غضبه من التظاهرات المندّدة به للمرّة الأولى. وحسب صحيفة »المصريون« المصرية، فإن البابا تأثّر كثيرا من الهتافات التي ردّدها المتظاهرون، وبعد رؤيته لمقاطع »الفيديو« التي تمّ بثّها على موقع التواصل الاجتماعي »الفايس بوك«، وإثر ذلك أجرى اتّصالاً مع مسؤول بارز في جهة سيادية في النّظام المصري أعرب فيه عن سخطه على ما اعتبره »تواطؤا الأمن مع المتظاهرين««، متسائلا باستنكار: »ماذا تنتظرون أيضا؟ هل تنتظرون أن يأتوا فيعزلونني من المقرّ البابوي وأنتم تتفرّجون عليهم؟«، فردّ عليه المسؤول: »اهدأ قليلاً، لقد حاولنا منع المظاهرة لكننا فشلنا«. وهدّد البابا بتحريك »مظاهرات مقابلة« للدفاع عنه إذا لم يتمّ إحباط التظاهرة المقرّرة يوم الجمعة المقبلة، والتي أعلن ناشطون إسلاميون عن انطلاقها من مسجد »القائد إبراهيم« بمحطّة الرّمل بالإسكندرية وأطلقوا عليها اسم »البركان«. وكشفت مصادر بالمقرّ البابوي، أن البابا عهد إلى سكرتاريته الخاصّة بحشد الشباب القبطي للتظاهر دفاعًا عن »هيبة الكنيسة ورأسها« من خلال مظاهرة حاشدة بعد عظة الأربعاء المقبل ردّا على مظاهرات المسلمين التي تندّد باحتجاز الكنيسة للمواطنة »كاميليا شحاتة«، زوجة كاهن دير مواس، وذلك منذ أواخر جويلية الماضي، بعد أن اعتقلها الأمن إثر توجّهها إلى الأزهر لتوثيق إسلامها، علاوة على التنديد بتصريحات الأنبا بيشوي سكرتير المجمّع المقدّس، والتي تشكّك في عصمة القرآن الكريم.