أنهت محكمة القطب الجزائي المتخصّص بعبان رمضان التحقيق في الاعتداء الإرهابي الذي استهدف قاعدة الحياة التابعة لسوناطراك تيفنتورين، وقد أرسلت مستندات الملف إلى غرفة الاتّهام بمجلس قضاء العاصمة بعدما كيّفت الوقائع على أساس جنايات المساس بأمن الدولة وسيادتها والانخراط في جماعات إرهابية مسلّحة تنشط داخل وخارج الوطن وزرع الرّعب في أوساط السكان والقتل العمدي بواسطة المتفجّرات. أسفر التحقيق مع الإرهابيين الثلاثة من بينهم رعية تونسي، والذي دام قرابة العام عن أنهم كانوا ضمن صفوف الجماعات الإرهابية المسلّحة التي نفّذت الاعتداء على المنشأة النفطية ألقي القبض عليهم وتمّ أسرهم، في وقت تمّ فيه القضاء على 29 مسلّحا آخر شاركوا في الهجوم الإرهابي. وكشفت ذات المصادر أن أحد المتابعين في الملف يعدّ من أبرز القيادات الإرهابية المسلّحة وسيواجه برفقة شخصين معه تهما ثقيلة ذات صلة بجناية الانتماء إلى جماعة إرهابية مسلّحة تعمل على بثّ الرّعب والمساس بأمن الدولة ونشر التقتيل والترهيب بالنّظر إلى خطورة الوقائع المتورّطين فيها، والتي تعود إلى تاريخ 16 جانفي من العام الجاري. حيث تمكّن 32 عنصرا من تنظيم (الملثّمون) الذي كان يقوده آنذاك مختار بلمختار المدعو (الأعور) من احتجاز ما يقارب ال 800 رهينة بينهم 132 رهينة أجنبي، غير أن قوّات الجيش الوطني الشعبي تدخّلت في اليوم الموالي للهجوم الإرهابي وتمكّنت من تحرير أزيد من 700 عامل بين جزائريين وأجانب، فيما لقي جزائري و37 رهينة أجنبية مصرعهم. وقد تمّ القضاء على 32 مسلّحا وإلقاء القبض على ثلاثة آخرين وأصيب 12 عنصرا من قوّات الجيش في هذه العملية. من بين المتّهمين الموقوفين نائب الأمير بن شنب الذي نفّذ الاعتداء، ويتعلّق بالمدعو (أبو البراء) واسمه الحقيقي (د. عبدالقادر) المنحدر من ولاية تيارت إلى جانب المدعو (رضوان) من مواليد 1992 بولاية أدرار، أمّا الرعية التونسي فيدعى (أبو طلحة) البالغ من العمر 33 سنة، حيث اعترفوا عبر جميع مراحل التحقيق بأن المجموعة الإرهابية دخلت من ليبيا عبر الطريق المعبّد على متن 4 سيّارات من نوع (ف 8) و(ف 6) دون ترقيم ودون وثائق أثبتت التحرّيات الأوّلية أنها ليبية، ثمّ انقسمت المجموعة إلى قسمين الأولى استهدفت قاعدة الحياة والثانية توجّهت إلى مصنع تكرير الغاز، الأولى يقودها (أبو البراء) والثانية يقودها (أبو عبد الرحمن) النيجري المنحدر من النيجر، وتمّ الاتّفاق على جمع الرّهائن في المصنع وتلغيم أجسادهم قبل تفجيرهم بعد أن يتكفّل مختار بلمختار أمير كتيبة الملثّمين) بعمليات التفاوض مع المصالح الأمنية. وكان في اعتقاد الإرهابيين أنهم يستطيعون ليّ ذراع السلطات الجزائرية من خلال الرّهائن الأجانب والخسائر الاقتصادية التي كان بالإمكان أن يسفر عنها تفجير المصنع، إذ قال الإرهابيون في معرض تصريحاتهم إنهم كانوا ينتظرون إخراجهم رفقة الإرهابيين سواء برّا أو عن طريق الطائرات في إطار المساومة على حياة الرّهائن الأجانب. وسعى (أبو البراء) الذي كان نائب منفّذ العملية لنقل الرّعايا الأجانب إلى المصنع، غير أنه اصطدم بالجيش الذي قام بتفجير السيّارات وأفشل الخطّة كاملة من خلال عمليات القصف المتواصل بالموازاة مع تحرير الرّعايا.