الجزء الأول 2، 1 - السبب الأول والثاني: (الإيمان والعمل الصالح): جاء في القرآن الكريم الإيمان كأهم الأسباب الموصلة إلى الجنة بإذن الله تبارك وتعالى، ولكنه دائما يأتي مقرونا بالعمل الصالح لذلك لا تكاد تجد موضعا فيه ذكر للإيمان وأنه سببا لدخول الجنة إلا وهو مقرون بالعمل الصالح، وباب الأعمال الصالحة والحمد لله واسع وكبير وطرق كسب الثواب عظيمة ومتعددة لا يحصيها إلا الله سبحانه وتعالى، قال تبارك وتعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون} [ سورة البقرة:82] والآيات والأحاديث الصحيحة في هذا المعنى كثيرة جدا يصعب إحصاؤها على سبيل المثال لا الحصر أنظر: سورة البقرة الآيات: 25، 82 - سورة لقمان الآية 8، سورة الكهف: آية 107، سورة الحج آلايات14، 23، 56 سورة الفتح الآية 5 سورة الحديد الآيتان: 12، 21 سورة التغابن الآية 9 سورة الطلاق الآية 11 سورة البروج الآية 11 سورة البينة الآية 7 سورة المؤمنون الآيات 1، 11 سورة العنكبوت الآية 57. 3- السبب الثالث: (التقوى) ومن أهم تعريفاتها: هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل. ومن تعريفات التقوى أيضا هو: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله (أي كما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم) ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله. ولمزيد من التفصيل عن التقوى ومعناها أنظر ((مدارج السالكين)) و((إغاثة اللهفان)) تأليف ابن القيم رحمه الله، قال تبارك وتعالى {إن المتقين في جنات وعيون} [سورة الحجر: 45] بل الجنة أعدت للمتقين، قال تبارك وتعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين}[ سورة آل عمران: 133] وقال صلى الله عليه وسلم (أكثر ما يدخل الناس الجنة التقوى وحسن الخلق، وأكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج) [أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد سلسلة الأحاديث الصحيحة 977]. السبب الرابع: (طاعة الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم): قال تبارك وتعالى:{ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار، ومن يتولى يعذبه عذابا أليما} [سورة الفتح: 17] وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى )قالوا يا رسول الله ومن يأبى؟ قال (من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) [ فتح الباري بشرح صحيح البخاري 13 /249]. السبب الخامس: (الجهاد في سبيل الله) ويكون بالقتال في سبيل الله بالنفس والمال قال تبارك وتعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن..)[سورة التوبة: 111]. وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم. تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون. يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها النهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم} [سورة الصف: 10 - 12] السبب السادس: (التوبة) فالتوبة تجب ما قبلها وكما قال صلى الله عليه وسلم (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) [رواه ابن ماجة وغيره، صحيح الجامع 3008]. وقال تبارك وتعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلون شيئا} [سورة مريم:60]. 7- السبب السابع: (الاستقامة على دين الله) قال تبارك وتعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون. أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاءا بما كانوا يعملون} [سورة الأحقاف: 13] وعن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك. قال (قل آمنت بالله ثم استقم) [رواه مسلم شرح صحيح مسلم لنووي: 2/367].