لازالت العائلات والبالغ عددها أزيد من 35 عائلة قاطنة بمزرعة الخير أمبارك الواقعة على مستوى الحي المنظر الجميل ببلدية عين البنيان بالعاصمة، تصارع مشاكل عديدة بينها أزمة السكن التي يتخبطون فيها منذ قرابة نصف قرن من الزمن والتي أضحت من بين أولويات انشغالاتهم التي تضاف جملة النقائص والمعاناة اليومية، التي أرقت راحتهم ونغّصت عليهم حياتهم حسبهم وهو ما جعلهم يستنجدون بالسلطات المحلية والولائية لتسوية وضعيتهم الكارثية داخل سكنات وصفوها بالإسطبلات نظرا لتدهورها وقدمها والتي تعود -حسبهم- إلى عهد الاستعمار، ورغم رفع شكاويهم في العديد من المناسبات للسلطات المعنية، إلا أنها لا تتدخل لغاية كتابة هذه الأسطر للحل ولو جزء من مشاكلهم القائمة منذ عقود على حد تعبيرهم-. وفي السياق ذاته، أضاف محدثونا أن معاناتهم اليومية أصبحت لا تطاق ولا يتحملها بشر مما دفعهم للخروج في عدة مرات إلى الشارع تنديدا بالأوضاع المزرية التي يعشونها هذا من اجل إيصال أصواتهم للمسؤولين وعلى رأسهم المنتخبين المحليين للتكفل بانشغالاتهم التي لا تُعد ولا تحصى، وكذا التدخل الفوري لإيجاد حل يقضي بتسوية وضعيتهم السكنية التي أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها متردية للغاية والتي وصفعا البعض (بالميزيرية)، وقال أحد القاطنين منذ تواجدهم بهذه المستثمرة الفلاحية التي تعود نشأتها إلى الحقبة الاستعمارية، ووضعيتهم لم تعرف أي جديد أو تغير، حيث بقيت دار لقمان على حالها بل وازدادت أوضاعهم تدهورا وسوءا يوم بعد يوم، خاصة بعد عمليات الترحيل التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الفارطة أين استفادت أزيد من 50 عائلة مقيمة بذات المزرعة في حين بقيت العائلات الأخرى تنتظر الفرج الأمر الذي أثار حفيظة تلك العائلات التي رفعت صرختها عبر صفحاتنا للالتفات إلى انشغالهم وهو الترحيل إلى سكنات لائقة. وللإشارة فإن المستفيدين - حسب السكان- لم تتجاوز مدة إقامتهم بسكناتهم القديمة 8 سنوات، إلا أنهم نالوا حصة الأسد ليلقى السكان القدماء بالمنطقة كل التهميش والإقصاء ولم تمس عمليات الترحيل سكان المزارع المجاورة فقط بل أصحاب الشاليهات استفادوا أيضا من سكنات اجتماعية بكل من حي 1000 مسكن ببلدية عين البنيان، وكذا حي " اعمارة " التابع لبلدية الشراقة. وفي الصدد ذاته أبدت تلك العائلات تخوفها من إقصائها من عملية الترحيل المبرمجة، وتتساءل هذه الأخيرة عن مصيرها من العملية ودورها في الحصول على سكن لائق يضمن لهم العيش الكريم، وكذا إمكانية الإفراج عن مصيرهم الذي لا يزال مجهولا لحد الساعة، رغم أقدميه تواجدهم بهذه المزرعة التي تعاني الأمرين جراء النقائص المتعددة التي أثقلت كاهل المقيمين بتلك المزرعة، التي تعرف الانقطاع المستمر لشبكة المياه الصالحة للشرب، وكذا الغياب التام لشبكة الغاز الطبيعي، مما يجعلهم يقطعون مسافات من أجل البحث عن قارورة غاز البوتان التي أثقلت كاهلهم واستنزفت جيوبهم سيما في فصل الشتاء حيث تزداد الحاجة إلى هذه المادة الحيوية التي لا يمكن الاستغناء عنها. وأمام هذا الواقع المأساوي تجدد العائلات بمزرعة (الخير امبارك) بعين البنيان مطالبها للسلطات المحلية والولائية برفع الغبن عنهم، سواء بترحيلهم أو بمنحهم عقود الملكية التي تثبت شرعية إقامتهم بها حتى يتسنى لهم بناء سكنات لائقة تحفظ كرامتهم من الهوان الذي يتخبطون فيه منذ أمد بعيد.