لم تجد العائلات المقيمة بالقرية الفلاحية المسماة بحي 40 مسكنا ببلدية عين البنيان، بدا غير اللجوء إلى »المساء« لرفع انشغلاتها الى المصالح المعنية، املا منها في تدخل هذه الاخيرة، وايجاد حل يقضي بتسوية وضعيتها السكنية ومن ثمة حصولها على عقود الملكية التي حرمت منها منذ سنة 1986. يعاني هؤلاء السكان الذين استفادوا من سكنات ارضية بالقرية الفلاحية التابعة لحي المنظر الجميل ببلدية عين البنيان والمقدر عددهم ب40 عائلة، من عدم تمكنهم من الحصول على عقود الملكية التي تثبت شرعية تواجدهم بالسكنات التي يقيمون بها حاليا، حيث انهم لم يتحصلوا سوى على استدعاءات الترحيل التي استلموها سنة 1982 قبل ترحيلهم بشكل فعلي سنة 1986، وذلك بموجب القرار رقم 910 المتضمن اخلاء المساكن التابعة للمزرعة المذكورة من ترتيب الاملاك الاقتصادية والفلاحية وادماجها ضمن الاملاك الخاصة، فقرار الاستفادة الذي اطلعت عليه »المساء« واستلمت نسخة منه لا يوضح إن تم تحويل هذه السكنات ضمن الاملاك الخاصة بالدولة او البلدية، الامر الذي جعل وضعية هذه العائلات عالقة بين هاتين الاخيرتين... وبالرغم من المراسلات العديدة والشكاوى المتكررة التي قام بها السكان الى كل من مصالح الولاية وكذا البلدية - حسب تصريحات ممثل الحي السيد عبد القادر نعيمي - إلا انها لم تأت بأية نتيجة، كما انها لم تلق اية استجابة من شأنها وضع حد نهائي لهذه المشكلة التي يعاني منها جل القاطنين بهذا الحي، الذي شهد بدوره حصول المستفيدين من السكنات المجاورة له على عقود الملكية فور التحاقهم بسكناتهم، رغم ان توزيعها قد تم بنفس الطريقة، وهو ما طرح عدة تساؤلات تدعو الى الحيرة والاستغراب. وعلاوة على هذا، فإن الظروف التي تم فيها ترحيل هذه العائلات - يضيف مصدرنا - كانت جد مزرية، كون نسبة الانجاز لم تتعد 50 بالمائة، الامر الذي جعل سكناتهم تفتقر للنوافذ والابواب، فضلا عن انعدام شبكتي الماء والكهرباء وكذا عدم تزفيت الممر الرئيسي لحيهم الذي ظل مهملا طيلة هذه السنوات، فجل النفقات التي من شأنها استكمال الاشغال المتبقية كانت ملقاة على عاتقهم، وهذا نظرا لعدم استفادتهم من اعانات مالية او تعويضات من طرف المقاولة المكلفة بانجاز مشروعهم السكني. ولعل ما زاد الطين بلة - يقول ذات المتحدث - هو عدم حصولهم على رخص تقضي بإتمام البناء اوتمكنهم من البيع والاستئجار أو ممارسة اي نشاط تجاري، وهو ما زاد من استيائهم وتذمرهم وجعلهم يناشدون السلطات المحلية التدخل. ومن جهته، أكد رئيس المجلس الشعبي لبلدية عين البنيان في تصريح خص به »المساء«، انه على اطلاع بهذا المشكل المطروح على مستوى كافة البلديات الاخرى، لذا على السكان - يقول محدثنا - التريث والتحلي بالصبر، كون وضعيتهم السكنية بحاجة الى تمعن ودراسة معمقة، وذلك بين جميع الاطراف المسؤولة.
السكان يعانون غياب المرافق الضرورية بمزرعة سي الحواس لا تزال ازيد من 30 عائلة قاطنة بمزرعة العقيد سي الحواس التابعة لبلدية عين البنيان والمعروفة ب »الروندو« تعاني الامرين، جراء الظروف الصعبة التي تتخبط فيها لأزيد من نصف قرن من الزمن، لاسيما في ظل غياب الضروريات وانعدام ابسط مقومات العمران. رغم ان هذه المزرعة التي تعود الى الحقبة الاستعمارية - يقول السكان- تعد من اقدم المزارع المتواجدة ببلدية عين البنيان، إلا أن اوضاع القاطنين بها تزداد صعوبة وتدهورا يوما بعد يوم، خصوصا بعدما غطت الحقول الكثيفة معظم السكنات التي تعج بها هذه المزرعة التي تحولت مع مرور الزمن الى بؤرة فوضوية تحوي ما لا يقل عن 30 عائلة محرومة من جميع الشروط الصحية التي ينبغي ان تتوفر عليها الاقامة. وموازاة مع هذا يعاني السكان نقائص بالجملة، لاسيما ما تعلق بغياب الطرقات المعبدة وتحفر المسالك المؤدية إليهم، وكذا الانعدام التام لشبكة النقل الحضري، حيث انهم يضطرون للسير على الاقدام على طول امتداد المسافة الفاصلة بين مقر إقامتهم ومحطة النقل المحاذية لحي المنظر الجميل المعروف ب»الشناوة«، وذلك في ظل المخاطر التي تعترضهم اثناء الطريق، حيث الانتشار الواسع لمتعاطي الكحول والمخدرات الذين يصولون ويجولون بين ارجاء الحي المذكور دونما حسيب او رقيب، منتهزين بذلك فترة الصباح الباكر او الفترة المسائية لتنفيذ اعتداءاتهم على المارة. وساهم انعدام غاز المدينة وكذا غياب شبكتي المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي في زيادة حجم معاناة القاطنين بهذه المزرعة، الأمر الذي جعلهم يوجهون نداء إلى السلطات المحلية عبر جريدة »المساء«، قصد توجيه التفاتة جدية لهم ومن ثمة ايفادتهم بالمرافق الضرورية والخدمات الحيوية الغائبة عنهم طيلة هذه السنوات، كشبكات النقل، الماء، الغاز، الانارة العمومية، وغيرها، فضلا عن ترحيلهم الى سكنات لائقة تحفظ لهم العيش الكريم.