لازال سكان مزرعة أمبارك الواقعة ببلدية عين البنيان يعانون من عدة نقائص منذ عقود والتي نغصت عليهم حياتهم خصوصا المتعلقة بأزمة السكن التي باتت كابوسا وجحيما في ظل تردي أوضاع سكناتهم التي يعود إنجازها إلى العهد التركي، ورغم الشكاوي المتعددة التي قدمت إلى مصالح البلدية إلا أنها قوبلت بوعود زائفة، وحسب هؤلاء السكان أن المزرعة التي يقطنون بها شبه معزولة ومنسية في نظر المسؤولين في البلدية التي مارست عليهم سياسة الصمت واللامبالاة ما زاد أوضاعهم سوءا. وحسب تصريحات السكان أن معاناتهم اليومية أضحت لاتطاق خاصة بعد تجاهل السلطات لانشغالاتهم التي لا تعدُّ ولا تحصى، وفي هذا السياق طالب هؤلاء بالتدخل العاجل لتسوية وضعيتهم السكنية التي أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها كارثية فمنذ تواجدهم بهذه المستثمرة الفلاحية التي يعود عهدها إلى أكثر من 50 سنة - يضيف محدثونا- ووضعيتهم لا تزال على حالها، ولم تعرف أي تغير يذكر أو الاستفادة من مشاريع تنموية جديدة كباقي الأحياء الأخرى، بل الأدهى من ذلك أنها تزداد تدهورا يوما بعد يوم، وبالمقابل هناك عمليات ترحيل متتالية شهدتها المنطقة في الفترة الأخيرة، والجدير بالذكر أنها مست ترحيل العديد من العائلات المقيمة بذات المزرعة. وللإشارة أن المزرعة لا تبعد إلا بأمتار عن هذا الحي الذي عرف استفادة واسعة، وقال أحد السكان إن بعض المستفيدين قدموا منذ سنوات قليلة إلى الحي وفي الأخير استفادوا من السكنات، وفي نفس السياق مست عملية الترحيل نزلاء شاليهات حي المنظر الجميل الذين استفادوا من سكنات اجتماعية بحي 1000 مسكن ببلدية عين البنيان، وطالت العملية أيضا حي (عمارة) التابع إقليميا لبلدية الشراقة، وفي هذا الصدد يتساءل سكان ذات المزرعة عن دورهم في الاستفادة من سكنات لائقة كباقي الأحياء الأخرى التي مستها عمليات الترحيل، وإلى متى يتم الإفراج عن مصيرهم الذي لازال عالقا لحد كتابة هذه الأحرف رغم السنوات الطويلة التي قضهوها تحت وطأة المعاناة التي جعلت القاطنين هناك في تذمر واستياء شديدين، وحسب ما أكده السكان أن الوضع لا يتوقف عند هذا الحد بل تضاف إليه مشاكل أخرى من بينها حرمانهم من الماء الصالح للشرب بسبب الانقطاع المتكرر، وكذا انعدام شبكة غاز المدينة مما يضطرهم للانتقال مسافة طويلة لجلب قارورة البوتان التي أثقلت كاهلهم خاصة في فصل الشتاء حيث تزداد الحاجة إلى هذه المادة الضرورية للطهي والتدفئة، إنه فعلا واقع مزرٍ يعيشه سكان هذه المزرعة وبالتالي يرفع هؤلاء نداءهم إلى السلطات العليا في البلاد لترحيلهم ورفع الغبن عليهم وانتشالهم من وضعهم الكارثي في ظل انعدام أدنى متطلبات الحياة أو منحهم عقود ملكية تثبت شرعية إقامتهم بها للقيام بالبناء.