يجابه القاطنون بمزرعة الخير امبارك التابعة إقليميا لحي المنظر الجميل ببلدية عين البنيان بالعاصمة مشاكل عديدة، إلا أن أزمة السكن التي يتخبطون فيها منذ أزيد من نصف قرن من الزمن أضحت تتصدر قائمة انشغالاتهم الأولية التي تضاف إلى رزنامة معاناتهم اليومية، وهو ما جعلهم يناشدون السلطات المحلية تسوية وضعيتهم السكنية. معاناتهم اليومية التي أصبحت لا تطاق - حسب تصريحات السكان - جعلتهم يدقون جميع الأبواب، بما في ذلك أبواب البلدية للمطالبة من السلطات المحلية التكفل بانشغالاتهم، والتدخل الفوري لتسوية وضعيتهم السكنية التي أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها متردية، فمنذ تواجدهم بهذه المستثمرة الفلاحية التي تعود تركيبتها العمرانية إلى الحقبة الاستعمارية - يضيف محدثونا- ووضعيتهم لا تزال على حالها، بل إنها تزداد سوء يوما بعد يوم، خصوصا في ظل عمليات الترحيل المتتالية التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة، كتلك التي مست نحو 54 عائلة مقيمة بذات المزرعة المذكورة إلى حي 1000 مسكن بحي المنظر الجميل المعروف ب"الشناوة"، والقريب جدا من حيهم، كما أن بعض المستفيدين - يقول السكان- لم تتجاوز مدة إقامتهم الخمس سنوات، ناهيك عن عملية الترحيل التي طالت مؤخرا نزلاء شاليهات حي المنظر الجميل الذين استفادوا من سكنات اجتماعية بكل من حي 1000 مسكن ببلدية عين البنيان وحي "اعمارة" التابع لبلدية الشراقة. وأمام عمليات الترحيل هذه يتساءل سكان مزرعة الخير امبارك عن دورهم في الحصول على سكن لائق، بعد طول تواجدهم بهذه المزرعة التي يعانون فيها من نقائص عديدة، خصوصا الانقطاع المتكرر للمياه الصالحة للشرب والغياب التام لشبكة غاز المدينة، حيث أنهم - حسب ما أكدوه للمستقبل- لا زالوا يستعينون بقارورات غاز البوتان التي أثقلت كواهلهم، علاوة على الخطر الذي يترتب عن استعمالاته المختلفة، لا سيما في فصل الشتاء حيث تزداد الحاجة إلى هذه المادة الحيوية التي لا يمكن الاستغناء عنها. وعلى ضوء هذا الواقع المزري، يجدد سكان المزرعة سالفة الذكر مطلبهم للسلطات المحلية بتحسين إطارهم المعيشي الذي من شأنه رفع الغبن عنهم، وذلك - حسب تصريحاتهم - إما بمنحهم عقود الملكية التي تثبت شرعية إقامتهم بها أو بترحيلهم إلى سكنات لائقة تضمن لهم الحياة الكريمة.