كشفت أمس جلسة محاكمة شابّ جزائري اِلتحق بالجيش السوري الحرّ أن هذا الأخير أصبح يجنّد الشباب العربي للانضمام إليه عن طريق موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) بعد ربط مقاتليه صداقات يحاولون من خلالها إبراز صور بشعة عمّا ارتكبه الجيش النظامي ضد الشعب السوري، ثمّ يطالبونه بالاِلتحاق بهم عن طريق الحدود السورية التركية. محاكمة المتّهم (ط. أسامة) من مواليد 1984 بالعاصمة، بعدما وجّهت له جناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلّحة تنشط داخل وخارج الوطن كشفت أن وقائع الملف انطلقت في شهر جانفي 2013 عندما تمكّن المتّهم من ربط اتّصالات مع شخص عبر شبكة الأنترنت، وبالتحديد شبكة التواصل الاجتماعي (الفايس بوك)، حيث أخبره هذا الشخص بأنه ينتمي إلى الجيش الحرّ السوري، وأنه (يجاهد) إلى جانب السنّة ضد الشيعة. وبعد تبادل عدّة رسائل أعرب المتّهم عن رغبته في الانضمام إلى الجيش الحرّ، حيث أعلمه هذا الشخص بأنه سيقوم باستقباله في منطقة (الريحانية). وحصل (صاحبنا) على (فيزا) لمدّة 6 أشهر واصطحب معه مبلغ 700 أورو، وسافر المتّهم إلى قسنطينة ثمّ عنابة، حيث التقى بشخص يدعى (حمزة) من عين الحجل قضى عنده اللّيلة، ثمّ سافر إلى مدينة عنابة والتقى بشخصين هما (عثمان) و(عصمان)، ثمّ تنقّل إلى مدينة أمّ الطبول ومن هناك إلى تونس ثمّ تركيا، وبالتحديد إسطنبول، حيث دخل إلى سوريا بواسطة شاحنة وكان في انتظاره المدعو (ع. محمد) الذي بقي برفقته بضعة أيّام، ثمّ التحق بجبهة النصرة تحت قيادة (أبي الهمام) رفقة الجزائري المدعو (أبو ياسر)، حيث بقي هناك مدّة شهرين، حينها اتّصلت به زوجته وأخبرته بأنها حامل، وأنها تشاجرت مع عائلته وتواجه عدّة مشاكل، حينها قرّر العودة إلى أرض الوطن بمساعدة الجيش الحرّ الذي تمكّن من جمع له مبلغ 330 أورو، حيث عاد إلى أرض الوطن من خلال نفس المسار الذي سلكه أثناء ذهابه حتى لا يثير شكوك مصالح الأمن، غير أن مصالح الضبطية القضائية تمكّنت من إلقاء القبض عليه، وهي الوقائع التي اعترف بها أثناء التحقيق معه، حيث صرّح بأنه التحق بالجيش الحرّ السوري بغرض ما وصفه بالجهاد. خلال مثول المتّهم أمس أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة تراجع عن تصريحاته، مؤكّدا أنه لم يدخل الأراضي السورية، بل اِلتحق بجمعية إغاثة تساعد السوريين واللاّجئين، مضيفا أنه سافر عبر تونس تفاديا للمصاريف التي كلّفته حوالي 3 ملايين سنتيم على عكس السفر من الجزائر، والتي تكلّف حوالي 5 ملايين سنتيم، حيث شدّد على أنه لم يلتحق بالمقاومة، وعن سبب عودته إلى أرض الوطن بعد شهرين فقط قال إنه وصلته أخبار بخصوص تواجد إرهابيين. وأمام هذه الوقائع اِلتمس ممثّل الحقّ العام تسليط عقوبة 15 سنة سجنا نافذا على المتّهم، قبل أن تقرّر هيئة المحكمة إدانته ب 03 سنوات حبسا نافذا.