شنت قوات الأمن العراقية أول أمس الخميس هجوما على منطقة البوبالي شرقي محافظة الأنبار التي باتت بعض المناطق فيها تحت سيطرة المسلحين منذ مطلع الشهر الجاري، في حين عُثر في بغداد على جثث 14 شخصا من رجال العشائر السنية كانوا قد خطفوا قبل يوم. وهاجمت عناصر من القوات الأمنية، من بينها "الفرقة الذهبية" التابعة لرئيس الوزراء نوري المالكي وقوة التدخل السريع التابعة لوزارة الداخلية، معقلا للمسلحين في البوبالي في وقت مبكر من الخميس. وقال مسؤول أمني رفض كشف هويته إن "الهدف الرئيسي هو السيطرة على قطاع" البوبالي، مضيفا أن العملية تهدف أيضا إلى استعادة جثث ثمانية عناصر من قوات الأمن. وفي الفلوجة قتل مدنيان وأصيب 12 آخرون بينهم أطفال في قصف للجيش على عدد من أحياء المدينة. وتشهد منطقة البوبالي حالة إنسانية متردية في ظل ارتفاع مستمر للضحايا العزل من سكان المنطقة، بسبب العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش منذ نحو أسبوعين، وفرضه الحصار على المنطقة، ومنع دخول شاحنات الإغاثة الإنسانية إليها. وكان المالكي قد توقع أن يطول أمد الحملة العسكرية التي يشنها الجيش العراقي في الأنبار، واصفا إياها ب(المعركة المقدسة). وقال في كلمته الأسبوعية إن العراق يقاتل "دفاعا عن العالم وعن الإنسانية والعدالة ولرد الظلم والحيف، والإرهاب الذي تقوم به هذه المجاميع الخارجة عن القانون"، مجددا مطالبته المجتمع الدولي بأن يقف موقفا قويا من الدول التي تقدم الدعم والإسناد والتشكيلات لتنظيم القاعدة وما وصفه بالإرهاب. من جانبه، دعا رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي القوى السياسية إلى مراجعة شاملة لمسيرة السنوات العشر الماضية في العراق. وأضاف -في كلمة له في بغداد بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف- أن الهدف من هذه المراجعة هو إخراج العراق مما وصفها بالدوامة الطائفية. من ناحية أخرى، قالت الشرطة العراقية ومسعفون إنه عُثر على جثث 14 من رجال العشائر السنية في بستان نخيل بشمال بغداد أول أمس الخميس، بعد يوم من خطفهم على أيدي أشخاص يرتدون ملابس رجال الأمن. وخطف الرجال وجميعهم ينتمون إلى عائلة البورداس أثناء حضورهم جنازة ببلدة الطارمية التي تقع على بعد 25 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة العراقية، وعندما سأل أقاربهم قوات الأمن عما حدث لهم نفت أي صلة لها باختفائهم.