أعرب مجلس الأمن الدولي عن دعمه لجهود الحكومة العراقية في الأنبار ضد ما أسماه العنف والإرهاب، مدينا هجمات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، في الوقت الذي تواصل فيه القتال بين الشرطة ومسلحين للسيطرة على مدينة الرمادي. وأعرب أعضاء مجلس الأمن ال15 في بيان عن دعمهم لرئيس الوزراء نوري المالكي، وذلك عقب سيطرة مقاتلين من الدولة الإسلامية في العراق والشام "المرتبطة بتنظيم القاعدة" الأسبوع الماضي على مدينة الفلوجة وعدد من أحياء مدينة الرمادي في محافظة الأنبار غرب بغداد. وجاء بيان مجلس الأمن عقب انتهاء جلسة طارئة عقدت لمناقشة تداعيات الملف الأمني في العراق، وشجب البيان الأحداث الأخيرة التي وقعت في مدينتي الرمادي والفلوجة. وأدان مجلس الأمن هذه الهجمات وأشاد ب"شجاعة" قوات الأمن العراقية في هذه المحافظة، معربا عن "دعمه التام للجهود المتواصلة التي تبذلها الحكومة العراقية من أجل حماية الشعب في العراق". وحث المجلس "القبائل العراقية والمسؤولين المحليين وقوات الأمن في محافظة الأنبار على مواصلة الانتشار والتوسع وتعزيز تعاونهم ضد العنف والرعب" مشيرا إلى "الأهمية القصوى في إقامة حوار ووحدة وطنية". كما دعا مجلس الأمن في بيانه حكومة العراق إلى مواصلة العمل مع بعثة الأممالمتحدة لتقديم المساعدة للمدنيين في مناطق الأحداث، معربا عن قلقه لتأثير العنف على المدنيين، وشجع المرور الآمن للمدنيين المحاصرين في مناطق النزاع، والعودة الآمنة للنازحين، حالما تسمح الظروف. ولفت البيان ذاته إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يخضع للحظر المفروض على الأسلحة وتجميد الأصول المفروضة بموجب قرارات مجلس الأمن، وأعاد تأكيد دعمه لاستقلال العراق وسيادته ووحدته وسلامته الإقليمية. وفي تعليقه على ذلك اعتبر المندوب العراقي الدائم لدى الأممالمتحدة، محمد علي الحكيم، البيان الصادر عن مجلس الأمن -الداعم لجهود حكومة نوري المالكي وجيشها والشرطة المحلية وأبناء العشائر العراقية في الأنبار والفلوجة- "موضع تقدير واحترام من قبل الحكومة العراقية".ورأى الحكيم أن هزيمة تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، في العراق هو بداية لهزيمتها في باقي دول المنطقة، مؤكدا على ضرورة تظافر الجهود لتحقيق هذا الهدف. وتأتي هذه التطورات عقب سيطرة مسلحين من جماعة الدولة الإسلامية -التي تحارب أيضا في سوريا المجاورة- على الفلوجة وعلى مناطق من مدينة الرمادي القريبة بمساعدة رجال عشائر مسلحين متعاطفين معهم. ويشكل الهجوم الذي شنه المسلحون تحديا كبيرا لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي إذ تكافح وجودا متزايدا لجماعة الدولة الإسلامية في محافظة الأنبار. وتحظى حكومة المالكي أيضا بدعم الولاياتالمتحدة، حيث أعرب جوزيف بايدن -نائب الرئيس الأمريكي- عن مساندة واشنطن لجهود العراق في محاربة ما سماها المسؤول الأمريكي الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة، مؤكدا أن واشنطن تسرّع مبيعاتها من العتاد العسكري وتعجّل بتسليمها إلى العراق.