امتدت الاشتباكات بين قوات الأمن العراقية ومجموعات مسلحة في مدينة الرمادي غرب بغداد الاثنين إلى مدينة الفلوجة القريبة، بحسب ما أفاد ضابط برتبة نقيب في الشرطة، في وقت أعلن 44 نائبا عراقيا استقالاتهم بعد فض اعتصام الأنبار المناهض لرئيس الوزراء الاثنين، مطالبين بسحب الجيش من المدن وإطلاق سراح النائب أحمد العلواني. وأعلن النائب ظافر العاني في بيان تلاه في مؤتمر صحافي والى جانبه رئيس البرلمان اسامة النجيفي "قدم اعضاء مجلس النواب من قائمة المتحدون للاصلاح استقالاتهم"، معلنا اسماء 44 نائبا قرروا الاستقالة. وقال الضابط في شرطة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) في تصريح لوكالة فرانس برس "تشهد الفلوجة اشتباكات بين الجيش العراقي ومسلحين أدت إلى إحراق عدد من الآليات العسكرية". ومن جهته، قال الطبيب عاصم الحمداني من مستشفى الفلوجة العام إن الاشتباكات أدت أيضا إلى إصابة 11 من المسلحين بجروح. وكانت وكالة فرنس برس أفادت في وقت سابق، أنه تم نقل جثث 10 قتلى إلى مستشفى في الأنبار بعد فض الاعتصام، في وقت يستمر إعلان حظر التجوال في منطقة الرمادي. رجل دين: يا أهل الأنبار دافعوا عن عرضكم ودعا الشيخ عبدالملك السعدي أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة في العراق، أهل الأنبار للدفاع عن عقيدتهم وعرضهم وأرضهم، وطالب في بيان صحافي أيضا وزير الدفاع والحكومات المحلية في المحافظات الست وأعضاء البرلمان والوزراء السنة الاستقالة من مناصبهم ومقاطعة العملية السياسية والوقوف مع أهلهم. وكان مراسل قناة "العربية" في بغداد أفاد بانسحاب قوات المالكي والصحوات مدعومة من الشرطة المحلية في الأنبار من ساحة الاعتصام، وإعادة انتشارها خارج المنطقة، بمدينة الرمادي التي يتجمع فيها شيوخ وعشائر المنطقة اعتراضا على اعتقال النائب أحمد العلواني. ونشبت اشتباكات بين الشرطة العراقية ومسلحين في منطقة البو فراج قرب ساحة الاعتصام. وأفادت وكالة "فرانس برس" بوقوع قتيل إثر هذه الاشتباكات. وأوضح المراسل أن اقتحام ساحة الاعتصام تم من محورين بهدف إزالة خيم الاعتصام، مشيراً إلى أن الاتصالات الهاتفية مقطوعة حالياً في محافظة الأنبار. وقال المتحدث باسم قوات المالكي، الفريق محمد العسكري، إن قرار دخول ساحة الاعتصام وإزالة الخيم جاء بعد أن تأكد للحكومة أن الساحة تحولت إلى "ساحة للإرهابيين" وأنها تضم عناصر من القاعدة مندسة بين المتظاهرين، حسب قوله. وفي سياق متصل، تحدث مراسل آخر ل"العربية" عن التحاق "ميليشيات مسلحة تلقت تدريبات شرق العراق"، فجر اليوم، بقوات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في الأنبار. رئيس البرلمان العربي يطالب بالإفراج عن العلواني ويأتي اقتحام الاعتصام قبل انتهاء المهلة التي أعلنتها العشائر للإفراج عن العلواني، حيث كان شيوخ العشائر في المقابل قد طالبوا بسحب الجيش من المدن في فترة أقصاها 72 ساعة والإفراج الفوري عن النائب العلواني، مهددين بالعودة للتظاهر في الشوارع. أما وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي فكان قد اقترح إطلاق سراح النائب العراقي أحمد العلواني مقابل فض الاعتصامات في الرمادي. وفي سياق ردود الفعل، استنكر أحمد بن محمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، اعتقال النائب العراقي أحمد العلواني من قبل قوة أمنية هاجمت مقر إقامته في الرمادي بالعراق، وما تخلل عملية الاعتقال من اشتباكات مسلحة أسفرت عن مقتل شقيق النائب وبعض حراسه. وقال الجروان في بيان إن البرلمان العربي يستنكر التعدي على النواب واعتقالهم القسري خارج إطار الشرعية القانونية والسياسية، مشيرا إلى أن العلواني يتمتع بحصانة بصفته عضوا في مجلس النواب العراقي. وطالب الجروان بالإفراج الفوري عن النائب العراقي العلواني وإجراء تحقيق بملابسات عملية الاعتقال الدامية، ومن جهة أخرى استنكر الجروان الاقتتال الجاري في الأنبار، مشيراً إلى أن مثل هذه الأحداث من شأنها أن تضر بأمن واستقرار وسلامة الشعب العراقي وتهدد وحدته والتحامه.