تربية الكباش، ظاهرة تطبع الفترة التي تسبق احتفالات عيد الأضحى المبارك، حيث يصبح فيها رؤية قطيع الكباش وسط الأحياء السكنية أمرا عاديا بين المواطنين، إلا أن الأمر الغريب هو تواجدها في غير هذا الوقت من السنة، أي بفترة بعيدة جدا عن مناسبة عيد النحر، وهذا ما وقفت عليه (أخبار اليوم) ببعض المناطق بالعاصمة، ففي منطقة باب الزوار وبالضبط حي السوريكال ألفينا شبابا يربون الكباش في المساحات الخضراء وحتى في بعض الشقق على بعد أشهر طويلة على مناسبة عيد النحر.. مشاهد غريبة تمس في الآونة الأخيرة العديد من المناطق في العاصمة كالحراش والرويسو، العينة أخذناها من حي صوريكال ببلدية باب الزوار في تربية الكباش، خاصة حي صالومبي بذات المنطقة.. فبحي صالومبي بباب الزوار، حيث انتقلت (أخبار اليوم) من أجل البحث في أسباب هذه الظاهرة، فقال لنا أحد مربي الكباش، إن هذه الظاهرة إنما تعود لحب الحيوانات الأليفة، فيما أرجع شاب آخر ذلك بأنها تجارة من خلال تربية الكباش على طول العام، ومن ثمة إعادة بيعها مع حلول الأضحى للحصول على ربح وفير، فمثلا الشباب يشرون الخروف بثلاثة ملايين، وعند إعادة بيعها تباع بأثمان باهظة كعشر ملايين وهذا يعود إلى مصلحة شخصية لمربي الكباش.. أما المواطنون من جهتهم، يرون أن تربية الحيوانات في الشقق في قلب العاصمة، ووسط الأحياء السكنية هي ظاهرة خطيرة وغير قانونية، بدأت تنتشر في هذه الآونة الأخيرة بالعاصمة بشكل غريب، وتعود أسبابه حسبهم إلى قاطني الريف الذين يأتون إلى الجزائر للاستقرار في بيوت فوضوية، فبعد حصولهم على شقق يصبحون يمارسون هذه المهنة، إضافة إلى انعدام ثقافة التحضر والجهل المخيم على عقولهم، إضافة إلى التقليد بين هؤلاء المربين للكباش، أو السبب يعود إلى مصلحة شخصية للفرد المربي بعد شراء الخرفان بثمن رخيص، وبيعها بأثمان مرتفعة، أو تربية الكباش قصد المناطحة بها قبل نحرها، فيجدون مساحات كفناء المنزل أو الحدائق العمومية، فبذلك تنعدم النظافة وتنتشر النفايات ويتشوه المحيط. ويجمع المواطنون أن تلك الظاهرة لها مخاطر وأضرار كبيرة على صحة الإنسان من الكبار إلى الصغار، الذي ينتج عنه تلوث المحيط والهواء، وهي تضر في نفس الوقت بالحيوان في حد ذاته الذي يجب أن تتوفر له مساحات واسعة قصد الرعي وتربيته ومتابعة صحته من طرف بيطري، وهذا إلى جانب إزعاج الجيران وخاصة المرضى منهم والأشخاص العاملون باكرا، مما ينتج عنه الوصول إلى حد المشاجرة العنيفة بين الجيران، أو الوصول إلى حد رحيل بعض الجيران من تلك الشقق. بينما الحلول حسب قول المواطنين تكون أولا بيد المواطن الذي يجب أن يتحضر فكريا وحتى في ممارساته، وثانيا ينبغي تدخل القانون للفصل في القضية، وتدخل الحكومة كذلك قصد محاربة هذه الظاهرة.