انتعاش مباريات " تناطح الكباش " بأحياء عنابة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك بدأت الأحياء الشعبية وسط مدينة عنابة تعيش أجواء مميزة مع إحياء عادة " تناطح الكباش " حيث سارع عدد كبير من العنابيين إلى الظفر بأفضل أنواع الكباش رغم ارتفاع ثمنها هذه السنة، من أجل المشاركة في منافسات التناطح التي تقام في الساحات بحضور جمع غفير من الملوعين بمشاهد مبارزاتها . تعد مدينة عنابة أبرز المناطق على المستوى الوطني التي تشتهر بمبارزة الكباش التي كنت في السنوات الماضية تجري طوال أيام السنة، حيث تقام في كل أمسية في أحد أحيائها المرتبطة بهذا النوع من المنافسات على غرار " لمحافر " " برمة الغاز" " الصفصاف " وغيرها ، أين يتم التحضير لها قبل الموعد بأيام. فتجلب الكباش ذات القرون الملفوفة رفقة أصحابها المنتشين بانتصاراتها ، وتدخل ساحة المبارزة وسط هتافات المتفرجين، ومنها من أصبح إسمها على لسان الشباب ك " روسي " و"بن لادن " حيث يسقط في كل مباراة اسم و يبرز أخر، لتبرمج مباراة مقبلة مع كبش جديد له القدرة على التغلب على بطل الأسبوع الفارط . ويتولى أشخاص مختصون ترويض الكباش وتدربيها على النطح، حيث يجد مربو هذا النوع من الكباش متعة خاصة في تنظيم المنازلات و تلقينها تقنيات المبارزة ومختلف المهارات وتكتيك الصمود التي تضمن لها النصر، بالإضافة إلى الطرق التي تكفل سلامة الكبش المتبارز أمام خصومه. المواطن (ف.ص) 34 سنة وهو أحد مربي كباش المبارزة قال للنصر أنه خبر تربيتها منذ أن كان صغيرا ، حيث بدأت قصته مع كبش صغير اشتراه والده وأخذ يعتني به وأطلق عليه اسم " الروسي " لأن صوفه تشبه الحيوانات القطبية ، حتى أصبح قويا قادرا على المناطحة، كان يحرص على تقديم أجود أنواع الأعلاف له ، ويعرضه على طبيب بيطري بصفة دورية ، إلى أن أصبح بطلا في فن المناطحة بعد سنوات تخشى كل الكباش مبارزته ، ومن سنة لأخرى يذاع صيته أكثر ويجلب فضول العشرات من المواطنين الذين يحضرون أي منافسة يخوضها ، إلى أن كبر و توفي بسبب مرض أصابه . وهي الحادثة التي وصفها بأنها كانت بمثابة وفاة أحد أفراد العائلة فحزن عليه كثيرا بعد أن كان يحرم نفسه من أجل توفير الكلأ والدواء له . وحاليا يتولى تربية خروف صغير من أجل تحضيره لخوض مناطحة الكباش على أمل أن يستعيد أمجاد بطله " روسي " أطلق عليه إسم " الحديدي" ، كشف لنا بأنه يخضعه إلى تدريبات شاقة ومنتظمة، مع حرصه أيضا على توفير أحسن وأجود الأعلاف له. و عن سبب اهتمامه المبالغ فيه بتربية كباش المبارزة قال " لا أبحث من وراء ذلك عن المال أو القمار بل المتعة هي التي دفعتني إلى ذلك". و يطالب المولوعون بمبارزة الكباش إلى تخصيص فضاءات أكبر من أجل تنظيم دورات خاصة في مناطحة الكباش لما تحظى به من شعبية بأحياء مدينة عنابة. لكن الأئمة يحرمون هذا النوع من المبارزة بين الحيوانات ، لأن ذلك يدخل في باب اللهو غير المباح ، الذي يعرض الحيوان إلى الهلاك أو الموت بسبب الجروح الناجمة عن الصدام العنيف بين الكبشين الأقرنين مستدلين بما روي عن أبي عباس عن ابن عمر (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التحريش بين البهائم).