تتحول الأيام التى تسبق عيد الأضحى المبارك فى الجزائر إلى مهرجان للتفاخر بالكباش وتنظيم مباريات المبارزة بينها، حيث باشر بعض المولعين بها إلى تنظيم "مسابقة وطنية لمبارزة الكباش"، وهى ظاهرة وجدت معارضين كما وجدت محبين ومروّجين لها. دخلت "موضة" مبارزات الكباش إلى الجزائر فى السنوات الخمس الماضية، وكانت الانطلاقة من مدينة سوق أهراس (600 كلم أقصى شرق العاصمة الجزائر)، حيث بدأ بعض مربى الكباش تنظيم مبارزات محلية تسبق عيد الأضحى بأيام، لتشويق بضاعتهم، وقد لاقت إقبالا جماهيريا كبيرا. وكان لتحقيق أعده التلفزيون الجزائرى الحكومى حول الظاهرة أثره البالغ فى الترويج لهذه الفكرة على المستوى الوطنى، فانطلقت بطولات محلية فى مختلف محافظات البلاد كعنابة والعاصمة وفى وهران، وانتهى رواج الظاهرة إلى اتفاق منظمى البطولات المحلية على تنظيم بطولة وطنية فى العاصمة الجزائر تُجرى قبيل كل عيد أضحى. يطلق على هذه المبارزة اسم "الدڤة" وتعنى بالعامية الجزائرية المناطحة، ويلجأ المختصون فى هذا النشاط إلى تربية كباشهم وترويضها لتصبح "متوحشة" جاهزة للمبارزة. ومن التقنيات المستعملة فى ترويض الكباش على القتال، ربط الكبش بسلسلة حديدية وعزله عن الكباش لمدة تتراوح بين سنة و3 سنوات، وهى كافية – يقول المختصون- لأن تجعله شرسا، ويحرص المروّضون على تقديم نوعية جيدة من الشعير والتبن للكبش حتى يتغذى بصفة سليمة، كما يُعرض الحيوان على البيطرى بصفة منتظمة ويُطعّم بلقاح "بى 12" لوقايته من الأمراض التى قد تصيبه. ويُولى أصحاب الكباش المخصصة للمبارزة عناية خاصة بمظهرها الخارجى، فيجزون صوفها بطريقة تجعلها تبدو كالأسود، حيث تجز الصوف من ظهر الكبش وتترك حول رقبته، وهناك من يخضّب كبشه بالحناء ومنهم من يرسم عليها أشكالا من قبيل مخالب أو نسرا أو نمرا وكل ما من شأنه أن يجعلها مُهابة. ومن الكباش المعروفة على المستوى الوطنى بشراستها "الجنرال"، بلغ سعره 30 مليون سنتيم (أكثر من 3000 دولار) وهو الفائز بالبطولة الوطنية هذه المرة، و"بويكا" واستلهم اسمه من مصارع روسى مشهور فى أحد الأفلام الأمريكية، و"عنتر" تيمّنا بالفارس العربى الشجاع عنترة بن شداد العنزى. ويقول أصحاب هذه الكباش إن أسعارها ترتفع لتصل إلى 70 مليون سنتيم (أكثر من 7000 دولار)، ويؤكدون أنه "لا شيء مضمون"، فقد يهوى سعرها إلى أقل من 10 ملايين سنتيم (أقل من ألف دولار) فى حال خسارتها نزالا.