أدخلت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مساء أول أمس مساعدات محدودة لآلاف الفلسطينيين المحاصرين منذ شهور في مخيم اليرموك جنوبي دمشق، في حين أعلن مسؤول فلسطيني عن التوصّل إلى اتّفاق لنشر مجموعات فلسطينية تتولّى الأمن في المخيّم. قال رئيس وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى دمشق أحمد مجدلاني في مؤتمر صحفي برام اللّه إن مائتي طرد غذائي أُدخلت إلى مخيم اليرموك عبر ما يعرف (بمدخل البطيخة مرورا بشارع راما) في الجهة الشمالية للمخيم، بالتزامن مع دخول جرافات لإزالة السواتر الترابية عن مداخله. وأضاف مجدلاني أن إدخال المساعدات جرى بالتنسيق مع السلطات السورية، وباتصالات حثيثة مع هيئة العمل الوطني والفصائل الفلسطينية داخل المخيم، مؤكدا أن قوافل المساعدات متواصلة بمعدلات أكبر، وستتزامن مع ترتيبات لإخراج المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة والحوامل والطلبة والأطفال ومن يرغب من أهالي المخيم في الخروج. وتم إدخال المساعدات المحدودة، وهي عبارة عن طرود بزنة ثلاثين كيلوغراما للطرد الواحد، وتضم الأرز والسكر والزيت والخبز، لنحو 6500 عائلة مسجلة داخل المخيم بعد دخول لجنة مشكلة من الفصائل الفلسطينية بدمشق إلى المخيم حيث التقت عددا من قادة المجموعات المسلحة الفلسطينية. وقال ناشطون من داخل المخيم إن المساعدات دخلت إلى نقطة يسيطر عليها مسلحون تابعون للجبهة الشعبية (القيادة العامة) والأمن السوري، وهناك تم تسليمها للهيئات داخل المخيّم. ووفقا لمدير مركز فجر للإعلام أحمد عوض، فقد احتشد آلاف من الأهالي في ساحة الريجة وسط المخيم بينما سار عدد كبير من النسوة في منطقة وقف الاشتباك وسط الدمار الهائل شمال المخيم لاستلام المساعدات. وطالب الأهالي بعدم معاملتهم كمتسولين وإدخال المساعدات بصورة إنسانية تحفظ كرامتهم، وتوزيعها بشكل منظم. واعتبر مجدلاني دخول المساعدات مقدمة لحل مشكلة مخيم اليرموك سياسيا بما يكفل انسحاب كافة المجموعات المسلحة وخلو المخيم من السلاح والمسلحين كما كان عليه قبل اجتياحه في ديسمبر 2012. وأشار إلى أن الجهات الفلسطينية المسؤولة بسوريا أعدت مراكز لإيواء النازحين عن المخيم بالاتفاق مع وزارة الشؤون الاجتماعية السورية. يشار إلى أن المخيم يخضع لحصار تام من القوات النظامية السورية، ولم تدخله مساعدات منذ أوت الماضي. وتوفي أكثر من خمسين من سكانه في الأسابيع القليلة الماضية بسبب الجوع وفقا لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا.