أكّدت أحزاب سياسية وشخصيات أن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تمرّ به الجزائر خطير بكلّ المقاييس ولا يبعث على الارتياح، وذلك خلال اللّقاء التشاوري الذي جمعهم حول الانتخابات الرئاسية المقبلة التي تفصلنا عنها أقلّ من ثلاثة أشهر. في بيان توج الاجتماع نشر على الموقع الالكتروني لحركة مجتمع السلم مساء أمس الأوّل أكّد المجتمعون أن الانتخابات الرئاسية المقبلة التي تمّ تحديد تاريخها في 17 أفريل القادم شكّلت نقطة جوهرية في النقاش الذي احتضنه مقرّ حزب التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية بالجزائر العاصمة. وأضاف البيان أن الأحزاب المذكورة بادرت إلى فتح المجال أمام الأحزاب الأخرى والشخصيات السياسية للانخراط في المسعى، وعن الاستحقاقات الرئاسية المقبلة أكّدت أن السلطة تفتقد إلى النيّة الحسنة لتنظيمها وفق معايير الشفافية والنزاهة، ممّا يحتّم على المجتمعين على حد تعبيرهم (مواصلة تعميق الحوار المشترك مع من يقاسمنا القناعة في بناء دولة القانون واحترام الدستور والحريات الأساسية)، في إشارة إلى الاقتراح الذي بادرت به الأحزاب المذكورة. وأبقى المجتمعون الباب مفتوحا لبلورة عمليات سياسية ميدانية في لقاءات قريبة أخرى، والتزم قادة الأحزاب بمواصلة العمل المشترك من أجل تنظيم انتخابات رئاسية حرّة ونزيهة وإرساء قواعد الديمقراطية للوصول إلى التغيير السلمي في الجزائر. وعن مخاوف التزوير قالت الأحزاب المجتمعة إن المخاوف تعود لتطفو على السطح مع اقتراب كلّ استحقاق انتخابي في الجزائر بحكم (عراقة) هذه الممارسات التي تركت أثارها في الضمير الجمعي للمواطنين وفقد هؤلاء كلّ ثقة في أيّ عملية انتخابية. وأضاف البيان الذي نشر على الموقع الالكتروني لحركة مجتمع السلم أنه يبدو أن استدعاء الهيئة الانتخابية من طرف رئيس الجمهورية، وكذا تحديد تاريخ إجراء الانتخابات الرئاسية قد دفع بعض الأحزاب ذات الإيديولوجيات المختلفة إلى تضييق هوة خلافاتها لتشكيل جبهة معارضة وضغط على السلطة لاتّخاذ مزيد من الإجراءات لضمان نزاهة الانتخابات. وأضاف اجتماع الأحزاب السياسية المذكورة أن مبادرات عقدتها أحزاب معارضة أخرى وشخصيات سياسية تشترك في نفس مطالب مشتركة بضمان نزاهة وحرّية الانتخابات، مع العلم أن اللّقاء التشاوري جمع رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، الطاهر بن بعيبش رئيس حزب الفجر الجديد، عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، سفيان جيلالي رئيس حزب الجيل الجديد، محمد ذويبي أمين عام حركة النهضة ومحسن بلعباس رئيس حزب الأرسيدي.