بادرت أحزاب سياسية وشخصيات إلى عقد لقاء تشاوري حول الانتخابات الرئاسية المقبلة التي شكلت نقطة جوهرية في النقاش الذي احتضنه مقر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بالجزائر العاصمة، الأحد. وجمع اللقاء التشاوري رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، الطاهر بن بعيبش رئيس حزب الفجر الجديد، عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، سفيان جيلالي رئيس حزب الجيل الجديد، محمد ذويبي أمين عام حركة النهضة ومحسن بلعباس رئيس حزب الأرسيدي. وفي بيان توج الاجتماع نشر على الموقع الإلكتروني لحركة مجتمع السلم، أكد المجتمعون أن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تمر به الجزائر خطير بكل المقاييس ولا يبعث على الارتياح. وأضاف البيان بخصوص الانتخابات الرئاسية المقبلة أن السلطة تفتقد إلى النية الحسنة لتنظيمها وفق معايير الشفافية والنزاهة مما يحتم على المجتمعين "مواصلة مواصلة تعميق الحوار المشترك مع من يقاسمنا القناعة في بناء دولة القانون واحترام الدستور والحريات الأساسية"، في إشارة إلى فتح المجال أمام الأحزاب الأخرى والشخصيات السياسية للانخراط في المسعى الذي بادرت به الأحزاب المذكورة. والتزم قادة الأحزاب بمواصلة العمل المشترك من أجل تنظيم انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وإرساء قواعد الديمقراطية للوصول للتغيير السلمي في الجزائر. وأبقى المجتمعون الباب مفتوحا لبلورة عمليات سياسية ميدانية في لقاءات قريبة أخرى. وتعود المخاوف من حدوث تزوير للطفو السطح مع اقتراب كل استحقاق انتخابي في الجزائر بحكم "عراقة" هذه الممارسات التي تركت آثارها في الضمير الجمعي للمواطنين وفقد هؤلاء كل ثقة في أي عملية انتخابية. ويبدو أن استدعاء الهيئة الانتخابية من طرف رئيس الجمهورية وكذا تحديد تاريخ إجراء الانتخابات الرئاسية قد دفع ببعض الأحزاب ذات الإيديولوجيات المختلفة إلى تضييق هوة خلافاتها لتشكيل جبهة معارضة وضغط على السلطة لاتخاذ مزيد من الإجراءات لضمان نزاهة الانتخابات. ويضاف اجتماع الأحزاب السياسية المذكورة إلى مبادرات عقدتها أحزاب معارضة أخرى وشخصيات سياسية تشترك في نفس مطالب مشتركة بضمان نزاهة وحرية الانتخابات.