فازت مسرحية (ريتشارد الثالث) للتونسي جعفر القاسمي بجائزة أفضل عمل مسرحي خلال الدورة السادسة لمهرجان المسرح العربي الذي احتضنته إمارة (الشارقة) بالإمارات العربية المتحدة. وفاز العمل المسرحي لجعفر القاسمي بالجائزة الأولى للمهرجان من بين تسعة أعمال مسرحية مشاركة في المسابقة الرسمية من عدد من الدول العربية، هي الجزائر ومصر ولبنان والعراق إضافة إلى الإمارات. وجاء في بيان لجنة التحكيم أن ثلاثة عروض من بين تسعة ترشحت للفوز بالجائزة لما تمتعت به من مواصفات وبنى واشتغالات مسرحية متميزة، وهي: (نهارات علول) من تأليف مرعي الحليان وإخراج حسن رجب (الإمارات)، والمسرحية العراقية (عربانة) من تأليف حامد المالكي وإخراج عماد محمد، ومسرحية (ريتشارد الثالث) من تأليف محفوظ غزال وإخراج جعفر القاسمي لفرقة إنتراكت برودكشن من تونس. واستحضر القاسمي في عمله حكاية مسرحية شكسبير الشهيرة (ريتشارد الثالث)، مقدما مقاربة راهنة لأوضاع بعض المجتمعات العربية. فقدم المسرحية بزمنين يمضي كل منهما بوتيرة تكمل الأخرى، ليخلق حالة تماثل الوقائع، والأحداث تتبدى في شكلين كل منهما يدور في مضمون واحد ملخصه صناعة المستبد وقابلية الاستبداد. وكانت مسرحية (ريتشارد الثالث) العمل التونسي الوحيد المشارك في مهرجان المسرح العربي ضمن المسابقة الرسمية، إضافة إلى مسرحية (الدرس) للمخرج غازي الزغباني التي شاركت خارج إطار المنافسة. وجاء في بيان لجنة التحكيم أن كافة العروض تقاطعت مع الهموم المعيشة في الوطن العربي، وامتلكت موقفا واضحا ضد الموت والقمع والظلامية والتخلف، ونادت بحرية الأوطان والإنسان. وأوصت اللجنة في بيانها المسرحيين العرب بإيلاء اللغة العربية الفصيحة أهمية أكبر في صياغة النصوص، من حيث طاقتها الدرامية العظيمة التي تكتنزها، ومن حيث تسهيلها التواصل بين الجميع. وبالعمل على وجود آليات جديدة لإعداد الممثل بحيث تتكامل قدراته التعبيرية جسداً ونطقاً وانفعالاً دون تغول إحداها على الأخرى، إذ إن متطلبات التعبير باتت بحاجة إلى تطوير. وذكرت اللجنة أنها تجد في مشروع المركز العربي للتأهيل المسرحي الذي تنوي الهيئة العربية للمسرح إطلاقه، البوابة المثلى لتحقيق هذا الهدف، وأوصت اللجنة أن يقام في الشارقة لما تتوفر عليه من مناخات محفزة للإبداع. كما أوصت اللجنة الهيئة العربية للمسرح بالعمل على إشراك العرض الفائز بالجائزة في مهرجانات عربية ودولية، وكذلك الأمر لعروض متميزة وصلت إلى التنافس النهائي، ولم تنل الفوز.