منحت هيئة المهرجان العربي للمسرح، جائزة سلطان القاسمي لأفضل عمل عربي مسرحي لمسرحية ”ريتشارد الثالث” لفرقة ”أنتراكتبرودكشن” التونسية ومن تأليف محفوظ غزال وإخراج جعفر القاسمي. كما تم تكريم الكاتب والإعلامي الجزائري احميدة العياشي رفقة عديد الشخصيات العربية المشتغلة في المسرح والكتابة. حفل ختام فعاليات الدورة السادسة لمهرجان المسرح العربي الذي احتضنته إمارة الشارقة من 10 الى 16 جانفي، الجاري أول أمس بقصر الثقافة، عرف حضور حاكم الشارقة سلطان القاسمي ووجوه رسمية، إضافة إلى شخصيات ثقافية وفنية من مختلف بلدان العالم العربي، حيث تم خلاله الإعلان عن المتوج بجائزة السنة الحالية التي عادت إلى مسرحية ”ريتشارد الثالث” للمخرج جعفر القاسمي، من تونس.. بعد أنّ رشحت لجنة التحكيم إلى جانبها عملين هما ”عربانة” للمخرج عماد محمد وفرقة التمثيل الوطني العراقي، وكذا ”نهارات علول” المسرحية الإماراتية التي أخرجها للركح حسن رجب وبتأليف من مرعي الحلواني. وبعد قراءتها للتوصيات، أعلنت لجنة التحكيم التي قادها الدكتور المغربي خالد قاسم أمين، وتكونت من الفنان السوري هشام كفرنة، الكويتي خالد أمين تقي القطري غانم السليطي والسوداني مكي سنادة، طالبت هيئة المسرح العربي بأن يشارك العمل الفائز بالجائزة في المهرجانات العربية وضرورة اهتمام المسرحيين العرب باللغة العربية في أعمالهم حتى لا تكون المسرحيات المشاركة مختلفة اللهجات، وباعتبار أنّ لسان الضاد يحوي تنوعا وثراء فنيا مهما ينبغي توظيفه. كما حثت اللجنة على العمل لخلق آليات كثيرة للممثل من خلال تقديم أداء جيد سواء في حركة الجسد أوالوقوف على الخشبة. وفي السياق كرّم حاكم الشارقة 21 شخصية من سادة الكلمة والخيال في المسرح العربي، على غرار الكاتب والاعلامي الجزائري احميده عياشي، الذي يستحق هذا التقدير بفضل ما أنتجه للفن الرابع من نصوص وكتابات أبرزها ”هابيل وهابيل”، ”نون”،” ليالي أل موت”، ”قرين” و”نبي العصيان عشر سنوات مع كاتب ياسين”، الصادر عن منشورات سقراط بالجزائر، فاعتلى احميدة العياشي ركح قصر الثقافة بالشارقة، ليمنح درع التكريم الخاص بالدروة السادسة، اعترافا بالأعمال المميزة التي قدمها للمسرح العربي بشكل عام. فمن بين 21 مكرّما من مختلف الدول العربية على غرار خليفة العريفي من البحرين، جمدنا العبد الله من السودان، الأردني جبريل يوسف، سلمان ناطرو من فلسطين، عادل كاظم من العراق والمصريين لينين الرملي ومحمد أبو العلا السلاموني وغيرهم، مثل ّالكاتب احميد العياشي الجزائر في هذا الجانب من فعاليات المسرح العربي الذي ينتقل إلى المغرب السنة المقبلة، حسبما أعلن عنه في السهرة الختامية. وتروي مسرحية ”ريتشارد الثالث”، قصة أب ديكتاتور توفي وترك عائلته تحاول التخلص من آثار قمعه، على أجسادهم وعقولهم وتحاول الأم لمّ شتات العائلة، الصحبي شاعر مغروم بالكتابة يكتب قصيدة بعنوان ”لكي لا يولد ريتشارد جديد”، يتعرض بسببها إلى مشاكل فيرمى في السجن. ربيع وجد في الكحول دواء للنسيان فأضاع علاقته بزوجته سماح التي ملت من نسق عيشها معه، أمّا خالد فوجد في المخدرات الحل للابتعاد عن الماضي، التعيس. وتتوالى الأحداث حتى يصبح المنزل سجنا ولكل فرد فيه زنزانته، فلا حوار ولا لحظات عائلية تجمعهم. وترمي المسرحية الى أنّ ريتشارد الثالث هو ناقوس خطر يحذر خلاله من ولادة ريتشارد جديد طاغية، في إشارة واضحة للأنظمة التي عرفت الربيع العربي وتقلد فيها حكام جدد مقاليد الحكم. يذكر أنّ الجائزة تنافست عليها تسعة مسرحيات عربية هي ”عربانة” من العراق، ”الدرس” و”سيبيني نحلم” و”ريتشارد الثالث” من تونس، ”عندما صمت عبد الله الحكواتي” من البحرين، والمسرحية الجزائرية ”الجميلات” للمخرجة صونيا والكاتبة نجاة طيبوني، وكذا ”عالخشب” الأردنية لصاحبها زيد خليل مصطفى، ”نهارات علول” و”دومينو” من الإمارات، ”حلم بلاستيك” المصرية للمخرج شادي الدالي، إضافة إلى ”80 درجة” لفرقة بيروت ثمانية ونص من لبنان، و”ليل داخلي” المسرحية السورية التي قدمتها فرقة أشجار السورية.