منطقة في الفضاء تنشأ نتيجة تهاوي النجوم الهائلة بعد نفاد طاقتها نحو أجسام بالغة الكثافة والجاذبية، فتحوي كتلة كبيرة في حجم صغير، يسمى بالحجم الحرج لهذه الكتلة، إذ بمجرد الوصول إليه تبدأ المادة بالانضغاط تحت تأثير جاذبيتها الخاصة، ويحدث فيها انهيار من نوع خاص بفعل تلك الجاذبية، ينتج عن القوة العكسية للانفجار، حيث أن هذه القوة تضغط النجم وتجعله صغيرًا جدًا، وذا جاذبية قوية خارقة. وتزداد كثافة الجسم نتيجة لتداخل جسيمات ذراته وانعدام الفراغ البيني بين الجزيئات، فتصبح قوّة جاذبيته قوّية إلى درجة تجذب أي جسم يمر بالقرب منه، مهما بلغت سرعته. وبالتالي يزداد كمّ المادة الموجودة في الثقب الأسود، فتقوّس الجاذبية الفضاء الذي يسير الضوء فيه بشكل مستقيم بالنسبة للفراغ، فيمتص الثقب الأسود الضوء المار بجانبه بفعل الجاذبية، فيبدو لمن يراقبه من الخارج كأنه منطقة من العدم، إذ لا يمكن لأي إشارة أو موجة أو جسيم الإفلات من منطقة تأثيره، إذ تظهر كلها بذلك سوداء. أمكن التعرف على الثقوب السوداء عن طريق مراقبة بعض الإشعاعات السينية التي تنطلق من المواد عند تحطم جزيئاتها، نتيجة اقترابها من مجال جاذبية الثقب الأسود وسقوطها في هاويته، إذ تستطيع التلسكوبات الكبيرة على الأرض رؤية تلك الدوامات شديدة الحرارة. فالثقب الأسود يفصح عن نفسه بواسطة شهيته وجشعه لالتقاط كل مادة حوله.