دقت العائلات القاطنة بالأحياء القصديرية التابعة إقليميا لبلدية برج الكيفان بالعاصمة على غرار حي الدوم والباخرة المحطمة وحي علي صادق وأحياء أخرى، ناقوس الخطر بشأن بقائها بين جدران هشة وأسقف من زنك وفي أوضاع أقل ما يقال عنها مزرية بالنظر إلى النقائص المسجلة بمثل هذه السكنات التي بنيت بطريقة عشوائية. وخلال تنقلنا إلى البلدية وصف لنا سكان الأحياء الهشّة وضعيتهم السكنية بالكارثية لافتقارها لأبسط ضروريات الحياة التي يحتاجونها في حياتهم اليومية، حيث تغيب بها شبكة الماء الشروب وقنوات الصرف الصحي، ضف إلى خطر انزلاق التربة والهلاك تحت الأنقاض بسبب الأمطار، وخطر الشرارات الكهربائية نظرا لتدلي الكوابل فوق رؤوسهم، مناشدين بذلك كافة الجهات المعنية بالتدخل في اقرب الآجال لإدراجهم في برنامج الترحيل إلى سكنات لائقة وانتشالهم من مظاهر البؤس والحرمان. وفي حديثنا مع المتضررين، أشاروا إلى جملة من المشاكل التي أثرت عليهم سلبا، تأتي في مقدمتها إصابة أغلبهم بالأمراض الصدرية والتنفسية كالحساسية، الربو والروماتيزم بسبب الرطوبة العالية داخل منازلهم التي وصفوها على حد تعبيرهم بالأكواخ، ضف إلى مشكل انعدام ضروريات أخرى كالماء ما يتوجب على العائلات شراء صهاريج المياه للغسيل والمياه المعدنية للشرب، وبالإضافة إلى ذلك فقد تحدثوا عن غياب قنوات الصرف الصحي ما جعلهم يتخلصون من المياه القذرة بطريقة عشوائية تسببت في تعفن محيط أحيائهم الذي أصبح ملاذا لمختلف الحشرات الضارة وكذا مصدرا لانبعاث الروائح الكريهة. كما أبدت العائلات خوفها من خطر الشرارات الكهربائية التي باتت تتربص بهم وبفلذات كبدهم جراء تدلي الكوابل، حيث قال أحد قاطني الحياء القصديرية أنه بالرغم من الشكاوي التي رفعوها إلى مصالح البلدية يشعرونهم فيها بخطر الموت المتربص بهم في حال حدوث صواعق كهربائية، إلا أنها لم تتدخل لترحيلهم إلى منازل جديدة التي أصبحت في نظرهم حلما ينتظرون تحقيقه على أرض الواقع. ومن جهة أخرى، شهدت الأحياء القصديرية ببلدية برج الكيفان حالة من الهلع بسبب الأمطار التي تهاطلت على العاصمة خلال الأيام الأخيرة، وحسب تصريحات بعض سكان الأحياء القصديرية، أكدوا أنهم عاشوا ليالي بيضاء خوفا من انهيار منازلهم بفعل انزلاق التربة، كما قال أحد المواطنين أنهم يعيشون حالة من التأهب بسبب سوء الأحوال الجوية التي حولت حياتهم إلى كابوس ما بين الموت تحت الأنقاض أو بسبب الظروف المحيطة بهم وما بين تهميش السلطات المحلية لهم بعدم الاستماع لشكاويهم وعدم أخذها بعين الاعتبار وتقديم وعود كاذبة في كل مرة من أجل التهدئة فقط. وفي سياق متصل، أكد محدثونا لجوءهم إلى شنّ احتجاج في حال عدم أخذ السلطات لمطلبهم بالترحيل في القريب العاجل، على اعتبار أنه أصبح اللغة الوحيدة التي يفهمها المسؤولون والتي تضعهم أمام الأمر الواقع. وفي خضم المعاناة التي يتخبط فيها سكان الأحياء القصديرية ببرج الكيفان، يناشدون المعنيين التدخل في أقرب الآجال لانتشالهم من مظاهر البؤس والبدائية التي يعيشونها وذلك عن طريق ترحيلهم إلى مجتمعات سكنية تحفظ ماء وجههم.