تستمر معاناة العائلات القاطنة بالحي القصديري «أحمد مرسلي»، التابع إقليميا لبلدية الشراقة، باستمرار عيشهم داخل البيوت القصديرية وفي أوضاع أقل ما يقال عنها مزرية بالنظر إلى النقائص المسجلة بمثل هذه السكنات التي بنيت بطريقة عشوائية حيث استعمل فيها بعض المواد البسيطة كالصفائح الزنكية، الحجارة والألواح الخشبية للنوافذ والأبواب، وهو ما يوحي على الحياة البدائية في منطقة تنتمي إلى إحدى بلديات ولاية الجزائر، كما أنها تفتقر لأبسط ضروريات الحياة التي يحتاجونها في حياتهم اليومية، حيث تغيب بها الكهرباء، شبكة الماء الشروب وقنوات الصرف الصحي، ضف إلى خطر الشرارات الكهربائية التي باتت تهدد حياتهم وحياة أطفالهم بالنظر إلى تدلي الكوابل فوق رؤوسهم، مناشدين بذلك كافة الجهات المعنية بملف السكن التدخل في أقرب الآجال لإدراجهم في برنامج الترحيل إلى سكنات لائقة خلال السنة الجارية، وانتشالهم من مظاهر البؤس والحرمان الذي يتخبطون وسطها لأكثر من 20 سنة. الصواعق الكهربائية تهددهم بالموت أبدت العائلات تخوفها من خطر الشرارات الكهربائية التي باتت تتربص بهم وبفلذات كبدهم جراء تدلي الكوابل، حيث قال أحد قاطني الحي القصديري «مرسلي» أنه بالرغم من الشكاوى التي رفعوها إلى مصالح البلدية، المقاطعة الإدارية وحتى الولاية يشعرونهم فيها بخطر الموت المتربص بهم في حال حدوث صواعق كهربائية، إلا أنها لم تتدخل لترحيلهم إلى منازل جديدة مثلهم مثل باقي الأحياء التي استفادت من هذه العملية التي أصبحت في نظرهم حلما ينتظرون تحقيقه على أرض الواقع، متساءلين في سياق حديثهم الذي جمعهم ب «السلام اليوم» عن الموعد المحدد لترحيلهم، سيما بعدما طمأنهم الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للدار البيضاء خلال استقباله لممثلين عنهم في مكتبه، بأنهم مدرجين في برنامج الترحيل إلى سكنات اجتماعية جديدة وذلك في إطار القضاء على السكنات الفوضوية، ضف إلى أن الحي يعتبر من بين أقدم الأحياء بالبلدية، حيث اضطرت العائلات التي ضاقت بها السبل وبسبسب أزمة السكن إلى بناء منازل تغيب بها أدنى شروط العيش الكريم، مبدين في نفس الوقت تخوفهم من إمكانية تأخر تجسيد وعود المسؤولين بالرغم من إصدار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لقرار مفاده ترحيل قاطني السكنات الهشة والفوضوية التي شوهت واجهة البلاد وأثرت سلبا على الحياة اليومية للمواطن المغلوب على أمره، معبرين عن ذلك بقولهم»منذ سنوات ونحن نترقب الإعلان عن ترحيلنا إلى سكنات لائقة بفارغ الصبر، سيما وأن السلطات المكلفة بملف القضاء النهائي على البيوت القصديرية عازمة على إنجاح برنامج لرئيس الجمهورية». الأمراض تنخر عظامهم كما تطرَّق المتضررين إلى جملة المشاكل التي أثرت عليهم سلبا تأت في مقدمتها إصابة أغلبهم بالأمراض الصدرية والتنفسية كالحساسية، الربو والروماتيزم بسبب الرطوبة العالية المسجلة داخل منازلهم التي وصفوها ب «الأكواخ» حيث قالوا بأنها تتحول في فصل الصيف إلى فرن، أما شتاء فهي عبارة عن قطب جليدي يضطرون على إثره الإستعانة بالسخان التقليدي، ضف إلى مشكل انعدام ضروريات أخرى كالماء الشروب ما يتوجب على العائلات شراء صهاريج المياه للغسيل والمياه المعدنية للشرب، بالإضافة إلى ذلك فقد تحدثوا عن غياب قنوات الصرف الصحي ما جعلهم يتخلصون من المياه القذرة بطريقة عشوائية تسببت في تعفن محيط حيهم الذي أصبح ملاذا لمختلف الحشرات الضارة والحيوانات الضالة وكذا مصدرا لانبعاث الروائح الكريهة، وما يزيد من تعقد الأمور -حسب العائلات- عدم تدخل مسؤولي البلدية لإطلاق حملة تنظيف شاملة للحي، الذي عرف تراجعا بيئيا من شأنه أن يؤدي إلى وقوع كارثة إيكولوجية لا يحمد عقباها. ..والاحتجاجات لغتهم المنشودة لم يخف محدثونا لجوءهم إلى شن الاحتجاج، على اعتبار أنه أصبح اللغة الوحيدة التي يفهمها المسؤولين والتي تضعهم أمام الأمر الواقع، حيث أكدوا في هذا الصدد أنه في حال عدم أخذ السلطات المحلية لمطلبهم بالترحيل في القريب العاجل، فإنهم سيضطرون إلى الخروج في احتجاجات عارمة وغلق الطرق ومقر البلدية مثلما قام به سكان الحي القصديري «عمارة» خلال الأسبوع المنصرم، حتى يوضع معتلي كرسي السلطة -حسب ما جاء على لسانهم- أمام الأمر الواقع الذي يحجبون عنه الرؤية كما لو أننا لسنا جزائريين يحق لنا الظفر بالسكن اللائق. في خضم المعاناة التي يتخط فيها سكان الحي القصديري أحمد مرسلي بالشراقة، وخطر الكوابل الكهربائية المتربص بهم وبأبناءهم، فإنهم يناشدون المعنيين التدخل في أقرب الآجال لانتشالهم من مظاهر البؤس والبدائية التي يعيشونها وذلك عن طريق ترحيلهم إلى مجمعات سكنية تحفظ ماء وجههم. ..ورئيس البلدية لا يرد على الهاتف حاولنا من جهتنا رفع انشغالات سكان الحي القصديري «احمد مرسلي» إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي للشراقة، نزيم شرماط، ومعرفة المستجدات حول عمليات الترحيل على مستوى إقليمه، غير أنه لم يرد على مكالماتنا المتكررة ليبق الغموض يكتنف مصير العائلات.